ملمح أصيل لتاريخ عريق، طالما توارثته الأجيال، يسجل بماء الذهب تلاحمًا وطنيًا فريدًا، ويسهم في الحفاظ على ثقافتنا وهويتنا البحرينية، وتعميق وحدتنا، وتقوية النسيج المجتمعي، وتحفيز الناشئة على استكمال مسيرة الخير والعطاء.

في مجالس تفيض بالخير والعطاء والحكمة يتفضل أمير المجد والعز والكرم، ورمز الإنسانية الراقية، والوطنية الخالصة، صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، بعقد لقاءات مباشرة مع المواطنين للاطمئنان على شؤونهم، والتعرف على مشاكلهم، والسعي الجاد نحو حلها، حيث يتصدرون أولوياته؛ باعتبارهم هدفًا لبرامج الحكومة ومقصدًا ساميًا لمشروعاتها، وستظل محفورة في أذهاننا كلمات سموه: أسعد أوقاتي تلك التي أقضيها مع أبنائي من المواطنين، أستمع منهم وأستفسر عن أحوالهم وأطمئن على كفاية الخدمات في مناطقهم، وسعادتي في رؤية علامات الرضا على وجوههم عند إنجاز ما يقضي لهم احتياجاتهم ويحقق تطلعاتهم.

إرث حضاري، وسنَة حميدة ورثها سمو رئيس الوزراء الموقر، عن الآباء والأجداد، تلك المجالس التاريخية التي تعد أحد معالم الحكم الرشيد لمملكة البحرين منذ القدم، وقد صارت أنموذجًا متفردًا يجسد قيمًا ومبادئ أصيلة لشعب تستعصي وحدته ونسيجه الوطني المتماسك على الاختراق، ويسطر تاريخًا مشرفًا يسهم في رفد وعي المجتمع وتشكيل وجدانه وتعزيز جسور الثقة التي طالما تمتد بين القيادة والشعب؛ لترسم صورة مضيئة لشراكة وطنية ترتكز علي حب الوطن، للانطلاق نحو تنمية شاملة ومستدامة في شتى المجالات وتكفل للمواطنين حياة كريمة أكثر رفاهية.

أرى ضرورة حتمية في الحفاظ على هذه المجالس الوطنية، وتوثيق ما تشهده من حوارات ثرية تتلاقى فيها الخبرات وتتلاقح الأفكار، بما يساعد في تجاوز أي عقبات، واستشراف المستقبل بآفاق رحبة، وكما يقول سمو رئيس الوزراء الموقر، يجب أن تظل دائمًا مجالسنا مدارسنا، ننهل منها القيم والعادات التي نشأنا وتربينا عليها، بحيث تظل دائمًا مجالس الحكمة، ساحات للتلاقي والنقاش المفتوح في مختلف القضايا؛ لترسخ التواصل مع الناس، منهجًا رائدًا لتطوير الخدمات، والنهوض بالمستوى المعيشي.

وفي هذا الإطار، وانطلاقًا من هذه القناعة، أقدر عاليا تدشين الطبعة الأولى من سلسلة كتاب “مجلس الرئيس” لمؤلفه البروفيسور عبدالله الحواج الرئيس المؤسس للجامعة الأهلية، الذي يتضمن توثيقًا أكاديميًا وتأصيلًا لمداولات سمو رئيس الوزراء الموقر، بما يسهم في توضيح الأهداف التي تطرق إليها سموه في المجالس الوطنية، ونقلها إلى الرأي العام.

أسامة الشاعر - ناشط اجتماعي