+A
A-

فنانون عالميون يجسدون لوحة حوار الحضارات

أينما يتواجد العنصر البحريني، فإن في وجوده ميزة تتلخص في أن العطاء الإنساني والاجتماعي عنده تجعله متألقًا، بدءًا من الاحتفاء به مرورًا على سيرته أو إنجازه أو إبداعاته، وهذا المشهد بدا واضحًا في المنتدى الدولي للفنون التشكيلية لمجموعة السيابي العالمية الذي انطلق يوم الاثنين الماضي 5 مارس الجاري في مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بديوان البلاط السلطاني.

توجيهات سمو رئيس الوزراء

وكان حضور الفنان البحريني العالمي عباس الموسوي مشرفًا في هذا المنتدى، ونستذكر هنا مقولة لرئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، في حثه الفنانين البحرينيين (في كل فروع الفن على توسيع مجالات مشاركاتهم الخارجية فالفن لا يقل تأثيره عن وسائل التواصل الإعلامي الأخرى، فهو أداة تعكس تقدم الشعوب ورقيها الفكري والثقافي عبر لوحات تشكل قيمة فنية لذا يجب توجيهه لخدمة القضايا الوطنية وإيصال حضارة البحرين إلى العالم).

الفنانون المشاركون في المنتدى الذي عقد تحت رعاية وزير الخدمة المدنية الشيخ خالد بن عمر المرهون بقاعة فندق بانوراما مول بالغبرة جسدوا لوحة حوار الحضارات، فالمنتدى شاركت فيه مجموعة من الفنانين التشكيليين من مختلف دول العالم بهدف إثراء الحركة التشكيلية في السلطنة وإتاحة الفرصة للفنان التشكيلي العماني للالتقاء بمجموعة من الفنانين من مختلف دول العالم لتبادل الخبرات والمعارف في مجال الفنون التشكيلية بشكل عام، إضافةً إلى ذلك، فإن المنتدى بمثابة حلقة عمل فنية بمواضيع متنوعة تتناول أساليب وطرق فنية مختلفة إضافة إلى ذلك أنشطة وفعاليات أخرى منها استقبال مجموعة من الشباب الموهوبين لعمل حلقة فنية بإشراف فناني المنتدى العالمين، وكذلك إقامة ندوة فكرية يتم من خلالها طرح مواضيع ذات صلة بمجال الفنون التشكيلية وقيمها.

رؤية تنطلق من أثر الفن

ويمكن القول إن مجموعة السيابي العالمية لها رؤيتها في تحقيق أهداف هذه المحافل، وكما يشير رئيس المجموعة الشيخ سالم علي السيابي، فإن الرؤية تنطلق من الاهتمام بكل أنواع الفنون وأشكاله، فقد لعب الأدباء والفنانون الدور الأبرز في تسجيل وتصوير واقع الحياة في مختلف حقبات الزمن وخلدوا تراثا إنسانيا عكس صفات وسلوك مجتمعات عاشت في أزمنة مختلفة وترجمت عاداتهم وثقافاتهم المتباينة، كما أن الاستفادة من الفنون المتعددة والخبرات المحلية والعالمية في مجال الفنون كالرسم والنحت والخط والزخرفة التي تعبر عن الفكر الحر لفنانين موهوبين وتترجمه إلى واقع معاش أو خيال يرسم ملامح مستقبلية أو حتى لمحات من الماضي العريق. كل ذلك يمثل تراثا حضاريا راقيا ويعبر عن رؤية وأوضاع اجتماعية وثقافية وسياسية بطريقة فنية تحكي واقعا معاشا في حقبة زمنية بذاتها.

توثيق الماضي واستشراف المستقبل

ولتحقيق هذه الأهداف فإن مجموعة السيابي العالمية ستنظم كل سنة، ورشتين فنيتين دوليتين تستضيف فيها معرضين لمجموعات من الفنانين من عمان والدول العربية ومن مختلف أنحاء العالم وذلك لإبراز تجاربهم الفنية وطاقاتهم الإبداعية الناتجة عن خيالهم وفكرهم وتتطرقان إلى طبيعة الفكر والأجواء السياسية والاجتماعية والثقافية والتنموية السائدة في إطار فكر جديد لا يخرج عن الآداب العامة، إن ذلك يهدف إلى توثيق أوضاع سرت فيما مضى أو تلك التي نستشرف حدوثها مستقبلا خلال السنوات العشر القادمة والتي نكون خلالها رصيدا ومجموعة من اللوحات والأعمال الفنية لمفكرين وفنانين خلال عقد من الزمن المقبل، وسيتم جمع وعرض كل هذه الأعمال الفنية في متحف للفنون التشكيلية والبصرية يقام لهذا الغرض. يمثل هذا المتحف معلما ثقافيا جديدا يضاف الى الموجود ويمثل مزارا ثقافيا وفنيا يساهم في رفعة وإنماء الذوق الفني ويشجع الاهتمام بالفنون.

أما عن الرسالة، فيؤمن الشيخ السيابي بأنها تتجسد في رسم معالم عالمنا المعاصر، نستلهم من ماضيه وتراثه ونستشرف مستقبله من خلال لوحات تعبر عن ثقافة مجتمعات وإنجاز أوطان وتقدم علمي.

المناخ والآليات المساندة

وفي ذات السياق، يتحدث مدير المنتدى السيد عبدالرزاق حموده فيقول :”لو نريد ان يكتب النجاح لأي مشروع، لا بد أن تكون الرؤية واضحة والأهداف محددة والنتيجة ملموسة. يتطلب هذا تكافل أطراف عدة تلتقي وتعمل معا جنبا الى جنب لتوفير المناخ والآليات والسند للمشروع. كل طرف يضيف ويثري بما يدفع بالمشروع الى الأمام ليصل إلى الهدف المنشود”.

اما عن الرؤية، فلا يخفى على أهل الثقافة أن الفنون من أهم وأوسع المساحات التي تتجلى فيها هويتنا الإنسانية بقوة باختلاف خصائص مكوناتها ومن خلال الفنون نكسب الامتياز وإثراء الموروث الوطني والعالمي، وأما عن الأهداف، فهي تكون سهلة التحقيق عندما تحضر الإرادة والقناعة أن المشروع يأسس لما فيه دعم الفن والفنانين ويبني جسرا للتواصل بين الماضي والحاضر والمستقبل ويشجع على إرساء حوار الثقافات، وأما عن النتيجة فكلنا يجتهد ليراها مجسمة على عين الواقع.