+A
A-

خريجو طب يناشدون رئيس الوزراء قضاء “الامتياز” بالبحرين

الصالح قرّرت إكمالها بالجامعات الأصلية

 

قال عدد من خريجي جامعتي 6 أكتوبر ومصر للعلوم والتكنولوجيا وعددهم 20 طالبًا وطالبة، لــ”البلاد” بأن قرار وزيرة الصحة فائقة الصالح بإلزام طلاب الطب، بإكمال سنة الامتياز في جامعاتهم بالخارج، مثّل الصدمة لهم، لعدم استعدادهم لذلك، نفسيًّا وماليًّا، وعدم مواكبة المستشفيات المصرية للمعايير المتبع بها لنظيراتها بمملكة البحرين.

وناشد الطلبة والطالبات، رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، مساعدتهم بالاستثناء من هذا القرار، والسماح لهم بالتدريب، بمستشفى السلمانية الطبي، أو في ملحقات وزارة الصحة، مؤكدين أن رغبتهم تكمن في بذل طاقتهم وجهودهم في البحرين دون غيرها، لأنها أولى وأحق بذلك.

قرار صادم

وقالت زهراء البرني لــ “البلاد” إن “هنالك قرابة 20 طالبًا وطالبة طب بحرينيين، تخرجوا هذا العام من جامعتي 6 أكتوبر ومصر للعلوم والتكنولوجيا، بعد أن أنهوا بنجاح دراسة استغرقت ستة أعوام كاملة، وحدث أن أصدرت وزارة الصحة قرار رقم (23) بنهاية العام 2016 على لسان وزيرتها فائقة الصالح، مثل صدمة لنا، وإعاقة لمسيرة عملنا”.

وعن نص القرار تقول البرني “ينص على أن تدريب طلبة الامتياز في المستشفيات والمرافق التابعة لوزارة الصحة، يقتصر على طلبة كليات الطب، بالجامعات الموجودة في مملكة البحرين، والتي توجد بينها وبين الوزارة اتفاقيات تدريب معتمدة، مع مراعاة أن لا يزيد عدد الطلبة المتدربين سنويًّا بجميع المستشفيات، ومرافق الوزارة عن سبعين متدربًا، وما زاد عن هذا العدد، يتم تدريبهم بالمستشفيات التعليمية التابعة للجامعات التي درسوا بها، بالتنسيق معها”.

وعن إشكاليته قالت “القرار يلزمنا بأن نعود لمصر مجددًا، لإكمال سنة الامتياز، علمًا أن دراستنا التي قضيناها هنالك كانت لست سنوات، وحين سافرنا للقاهرة في بداية الأمر، كانت لدينا المعرفة والدراية بأن سنة الامتياز ستكون في البحرين كما هي العادة، ولكن تفاجأنا بهذا القرار، والذي يتعارض مع أهدافنا الأساسية”.

استنزاف نفسي

من جهتها، تقول زهراء اشكناني “الأسباب التي تحول دون رجوعنا للقاهرة وإكمال سنة الامتياز هناك، هي رغبتنا بأن نبذل طاقتنا وجهودنا في البحرين دون غيرها، لأنها أولى وأحق بخدماتنا من أي بلد آخر، والتمرس والتدرب في بيئة هي ذاتها التي ستكون مكان مزاولة عملنا مستقبلاً، وافتقار مستشفى القصر العيني لبعض الشروط والمعايير التي تخص الصحة العامة”.

وتكمل “لقد قضينا سنوات غربة متعبة، ونحتاج الآن لأن نستقر في وطننا، خصوصًا لما يترتّب على استمرارنا بالغربة من استنزاف نفسي ومالي، والذي يصل إلى 12 ألف دولار سنويًّا، غير المصاريف الشخصية، ولذلك فنأمل أن نستثنى من هذا القرار، وأن يتم إلحاقنا بالمستشفيات الحكومية البحرينية، لعدم استعدادنا لحيثيات هذا القرار، وكذلك عوائلنا”.

وتواصل “من شهر يوليو وحتى الآن ونتردد على وزارة الصحة بأمل قبولنا، ولكن النتيجة مخيبة للآمال، حيث لم نتلق أي تجاوب يذكر، وهو ما سبّب لنا المزيد من الإحباط، وهي حالة امتدت لجميع أفراد عوائلنا، والذي بات الأمر يشغلهم جميعًا، أسوة بنا”.

ظروف مختلفة

إلى ذلك، بيّن محمد الحواج أن “الامتياز هي أهم سنة في مرحلة دراسة الطب، من حيث التعلم، والتعامل مع المرضى، فنظام المستشفيات الجامعية في جمهورية مصر العربية تكون الأحقية للتعلم والتدريب للطلبة المصريين، وهذا سيؤثر علينا سلبًا، ففي الوقت الذي يتلقى فيه طلبة الامتياز بالسلمانية، الدعم العلمي، والنظري، لتحضريهم لامتحان رخصة مزاولة المهنة، وفي المقابل سنكون محرومين من هذا الدعم، لبعدنا عن النظام المتبع في مستشفى السلمانية”.

ويردف “الحالات الصحية للمرضى في مصر تختلف عن البحرين، وعليه فإكمالنا لسنة الامتياز هناك، لن يضيف لنا المنفعة أو المعرفة، خصوصًا أن من ضمن المجموعة المتخرجة طلابًا على درجة عالية من التفوق والتميز، كالطالبة رزان الجبل، والتي كانت الأولى على جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، كلية الطب”.

ظروف تعصف بنا

وفي السياق، أوضح حسين العصفور أن “صعوبة الظروف التي تحيط بنا جميعًا، إذا ما سرنا في نطاق القرار، ستكون مكلفة جدًّا، ومرهقة، ونحن غير قادرين عليها، وعليه نأمل جميعاً من سمو رئيس الوزراء، بأن يوجّه سموه، للنظر في موضوع تدريبنا، في مستشفى السلمانية الطبي، أو في ملحقات وزارة الصحة”.

واختتم الحديث بقوله “ثقتنا كبيرة بأن طلبنا سيكون محل تقدير، وأنكم لن تألوا جهدًا في خدمة أبناء وطنكم، واحتضانهم لمزاولة التدريب في المحل الذي يناسبهم، وينمي قدراتهم، وإفساح المجال لهم، بأن يسرفوا طاقتهم وقدراتهم في المكان الأنسب لهم، ولوطنهم”.