تشكل مملكة البحرين منذ تاريخها مثالا للنسيج الاجتماعي المترابط والتآخي والتعايش الذي ترتكز عليه مقومات الوحدة الوطنية، لذا نرى العلاقة الوثيقة بين مكونات المجتمع قل نظيرها في الكثير من الدول، فالاختلافات الأيدلوجية والفكرية والثقافية التي أشعلت فتيل الفوضى والاقتتال بين الشعوب كانت ولله الحمد مصدر قوة ومنعة لشعب البحرين.

وفي هذا السياق نستعرض هنا وثيقة تمثل خطابا للسيد محمود بن السيد أحمد العلوي، الذي كان يرأس المالية آنذاك، يعود للعام 1932 ميلادي، موجها لأحد أصحابه وهو خلف بن طاهر الدلال، يرثي فيه بحرقة وفاة رئيس “البوليس” آنذاك الحاج سلمان بن جاسم وهو من الطائفة الشيعية الكريمة، ويصف لحظات وفاته بحرقة والجنازة المهيبة التي أقيمت له وحضرها مختلف مكونات شعب البحرين من مشايخ ورجال دين من الطائفتين الكريمتين، ويمثل هذا الخطاب اليوم في ظل ما تشهده دول المنطقة من اقتتال طائفي ومذهبي قصة من قصص نجاح التعايش والترابط الذي كان ولا يزال يسود المجتمع البحريني، كما أنه يدحض أية افتراءات بشأن الأولوية في تولي المسؤولية بمملكة البحرين، حيث كان رئيس المالية ورئيس “البوليس” من الطائفة الشيعية الكريمة.