+A
A-

فرضة قلالي... انفراد بالفوضى والإهمال

تبدو فرضة قلالي من المشاهدة الأولى بحالة موت سريري، وفوضى، وانفصال عن الواقع، فالفرضة، التي يفترض أن تخدم صيادي قرية قلالي العريقة، تعيش بحالة مستمرة وقديمة من الإهمال، والفوضى، والتجاوزات، وانعدام الشروط والمقاييس الأصيلة التي تحتاجها أي فرضة بحرية، بالمحرق، وبغيرها، مما يفقدها الأهلية بأن تحمل هذا المسمى من الأصل.

وتأتي المشاهدة الأولى عند زيارتها بتكدس وتجمع أعداد كبيرة من الشاحنات الضخمة في البراحات الواسعة داخل الفرضة، وبشكل غير منطقي، كما أن الحراسة الأمنية عليها بسيطة وضمن فترات زمنية محددة.

ويقول رئيس جمعية قلالي للصيادين محمد الدخيل “حال الفرضة أمر ناشد به أهالي قلالي مراراً وتكراراً, لضبط التجاوزات ومنعها، وتأمين أملاك الصيادين من قوارب وبقية المستلزمات الأخرى”.

وتابع الدخيل أثناء مرافقته مندوب “البلاد” لموقع الفرضة “يتعرض الصيادون لعمليات سرقة كثيرة بالفرضة، سواء على مستوى وقود القوارب، أو بقية المستلزمات البحرية الخاصة بهم، وعليه، ففرض حراسة دائمة، مطلب مهم؛ لضمان استقرار الأوضاع، والحقوق”.

وبعد أن تجاوزنا بوابة الفرضة، باغتتنا حظيرة للطيور والدواجن على جانبها، وبأعداد كبيرة، فعلق الدخيل، قائلاً “ما يجري غير معقول، وغير منطقي، ولا يمكنك أن تراه في أي فرضة في البحرين، فالبعض كما ترى سخر أجزاء منها لتفريخ الطيور والدواجن، وتكاثرها، فهل هذا من الأهداف التي وجدت الفرضات لأجلها؟”.

وقال الدخيل “وكما ترى، فإن هنالك أعدادا من الأماكن التي تم تحويلها سكنا للعمالة الآسيوية، وبغض النظر عن طبيعة المهام أو الواجبات التي تقدمها هذه العمالة، فتسكينها بالفرضة أمر غير مقبول، وغير آمن لهم ولا للآخرين، ويفترض أن تخصص لهم أماكن أخرى خارجها”.

وأضاف “غالبية الصيادين هنا لا يمتلكون مستودعات معنية بالأدوات والمستلزمات الخاصة بقواربهم، أو بقية متعلقاتهم الأخرى، وهو ما يتطلب إعادة تأهيل الفرضة، لتكون فرضة نموذجية متكاملة، وبأن تزود بالمستودعات الرحبة، وبقية الخدمات الأساسية، والتي ستساهم بإنجاحها في أداء مهماتها، وأهل قلالي يستحقون ذلك”.

ولاحظت في أثناء جولتنا بتكدس مجموعة من المخلفات في أرجاء مختلفة من الفرضة، وبشكل فوضوي، ويعلق الدخيل بالقول “الفرضة متروك شأنها على البركة، وما نتأمله إعادة إحيائها وتأهيلها، وبإشراف ومتابعة الصيادين المحترفين”.

وأشار الدخيل لمجموعة من القوارب الجاثمة على ضفاف الفرضة، قائلاً “هنالك جمع وافر من هذه القوارب لا تخص صيادي القرية، وكذلك الحال بالنسبة إلى (الجيتسكي)، فمنها ما يترك هنا لفترات طويلة، شاغلة مساحات من الفرضة دون وجه حق، ودون أن نعرف حتى من هم أصحابها”.

ودعا الدخيل أن تكون فرضة قلالي للصياد المحترف صاحب المهنة، وليس لما هو موجود فيها الآن، وقال “نرجو من المسؤولين والجهات المسؤولة عن الفرض أن تزور الفرضة بنفسها وترى الحال الذي آلت إليه، وأن يوجه لتحسين أوضاعها؛ خدمة للبحارة، ولأهالي قلالي”.