العدد 6057
الخميس 15 مايو 2025
banner
اقتربوا منهم!
الخميس 15 مايو 2025

 لست مع من ينصح بالابتعاد عن أولئك البشر ممن يصنفون بأنهم سلبيون! يشكو لك همومه، يذرف الدموع عندما يفتح لك صدره ويتحدث معك، منسحبًا من الحياة، منطويًا على نفسه، حزينًا أو غيرها من السمات التي يجدها البعض سلبية. نعم، مع الاقتراب منهم، ولست مع كل من يدعو إلى الابتعاد عنهم وهجرانهم، فإن ابتعدنا عنهم، سنكون حينها نحن “السلبيون”! فأولئك مروا بتجارب قاسية في حياتهم، وبحاجة إلى من يقترب منهم وليس من ينفر منهم، ضعفت شخصياتهم ووهنت من الظروف القاسية، والذين منهم من هو من أهلك، وأقاربك، وأصدقائك، وإن لم يكونوا من ضمن هذه الدائرة القريبة، فقد يكونون ممن توسموا منك صدرًا يحتضنهم ويشعر بهم، وبابتعادك عنهم فإنك تخذلهم وتضيف إلى حياتهم القاتمة، قتامة أكبر.
 فعلى العكس من ذلك تمامًا، هؤلاء بحاجة إلى من يقف معهم، من يدعمهم نفسيًّا، من يفتح لهم آفاقًا مشرقة من الحياة، من يمسك بأيديهم وينقلهم إلى الضفة الأخرى الأجمل والأكثر رحابة وإشراقًا، لا أن نتركهم كما الصرعى على الأرض يقاومون وحدهم حتى يلفظوا أنفاسهم الأخيرة ويموتوا وحيدين؛ بحجة أنك من أصحاب نظرية الابتعاد عن السلبيين من الناس! عندما يلجأ إليك أحدهم ليتحدث إليك دون غيرك، وكما نقول “يفضفض” عما في قلبه إليك، فاعلم أنه يجدك نافذته المشرقة والعلاج لما هو فيه، فيحاول أن يمسك بقشة إنقاذه، لتكون حينها طوق نجاته ودواءه، وفرصتك حينها دفعه للأمام، لتأخذه معك في فريق الإيجابيين من البشر - الذين تدعي أنك منهم – فنحن جميعًا قد ننزلق في هوة السلبية في محطة من محطات الحياة المتقلبة بين فرحها وحزنها، وبين نجاحاتها وإخفاقاتها، وهذا يعني ألا يقترب إلينا إيجابي ممن لم تمسه نار الحزن التي نكتوي بها، كي لا تتأثر إيجابيته بسلبيتنا. 
إن كنت فعلًا إيجابيًّا، انظر للأمر من زاوية أنك قادر على أن تحوّل حياة أي سلبي إلى حياة إيجابية، فتقلبها رأسًا على عقب، وأن إيجابيتك ستقهر أية سلبية تعترضها.
ياسمينة: القوي من يواجه، لا من يهرب. 

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .