العدد 5967
الجمعة 14 فبراير 2025
“تطهير” غزة و“تصفية” حماس
الجمعة 14 فبراير 2025

قد يظن البعض أن الدعوة لـ “تطهير” غزة بإخراج أهلها منها وإعادة توطينهم في دول أخرى مجرد تعبير عن لحظة انفعالية أو قرار غير مدروس سيزول تلقائيًا وتدريجيًا مع مرور الوقت، ولاسيما مع ما قوبل به من رفض عربي حاسم، ومع ـ وهذا هو الأهم ـ ملاحم عودة أهالي القطاع لديارهم رغم ما تعرض له من تدمير وخراب، وإيمانهم بالصمود في معركة إعادة بناء القطاع كما صمدوا في التصدي للحرب عليه.. ولكن من الواضح أن هذه الدعوة لتهجير فلسطينيي قطاع غزة وهذا الإصرار عليها يندرج ضمن مخطط أوسع لاستكمال أهداف حرب غزة التي فشلت إسرائيل في تحقيقها عسكريًا بالقضاء على حماس.

ففي مقال له بصحيفة معاريف الإسرائيلية، رأى الضابط الإسرائيلي السابق في جهاز الشاباك، أنّ حماس لم تُهزم رغم ما لحقها من أضرار هائلة وخسائر عسكرية كبيرة خلال الحرب التي استمرت أكثر من 15 شهرا ضد قطاع غزة، وأن تصفية حماس لن تكون إلا بخلق شروط لا تسمح ببقائها على مدى الزمن، سواء من خلال إبعاد سكان غزة أو عبر التهديد العسكري الملموس، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي ترامب هو الذي طرح مثل هذا الحل الاستراتيجي العميق باقتراحه إمكانية توزيع سكان غزة في أرجاء العالم. إلى كل من يتحدثون عن حماقة “حماس” وتهورها، ويتساءلون عن جدوى هذه الحرب بعد ما لحق بغزة من خراب وما حدث من اتفاق لوقف إطلاق النار وقبول بشروط تم رفضها في وقت سابق، فيما اعتبروه إذعانًا واعترافًا بهزيمة حماس، يؤكد هذا الضابط الإسرائيلي أن حسم الحروب لا يكون بتحقيق إنجازات تكتيكية أو بضربة عسكرية شديدة.

إنما بتحقيق الأهداف التي وضعت للمعركة وخلق واقع جديد يمنع وقوع أي تهديد من العدو، وهو ما فشلت إسرائيل في تحقيقهما ليقول لهؤلاء إن إعلان النصر على حماس هو مجرد وهم خطير لأنها لم تهزم ومازالت قادرة على التفاوض وأن تكون مصدر تهديد حقيقي لإسرائيل.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية