العدد 5951
الأربعاء 29 يناير 2025
banner
حسابات ما بعد وقف إطلاق النار في غزة (2)
الأربعاء 29 يناير 2025

ليس من المنطق مقارنة ما تكبدته إسرائيل من خسائر مادية وبشرية وما نشاهده جميعًا في قطاع غزة من دمار شامل، ولكن تمكّن حماس من الصمود والقتال العسكري وإيقاع الضرر الاستراتيجي والإيذاء الاقتصادي بدولة كإسرائيل يُعد انتصارًا لها وهزيمة لإسرائيل.. فإذا كان المراقبون والمحللون يُقدّرون كلفة إعادة إعمار قطاع غزة بين 30 إلى 40 مليار دولار، ويحصون 47 ألف قتيل و110 آلاف إصابة وآلاف المفقودين، إضافة إلى 1.7 مليون نازح، فقد كلفت الحرب الاقتصاد الإسرائيلي أكثر من 67.3 مليار دولار، ووصلت نسبة الفقر بين الإسرائيليين إلى 25 %، وسط توقعات بأن يكون عام 2025 عام ضياع اقتصادي في إسرائيل في حال استمرار الحرب، فضلًا عن خسائر بشرية شملت 1200 قتيل مدني، و618 جنديًا، وإصابة 1941 مدنيًا في هجوم 7 أكتوبر، وإصابة 16 ألف جندي، ومغادرة 600 ألف إسرائيلي البلاد خلال الحرب.
الأهم من كل ذلك هو ما يقوله الإسرائيليون أنفسهم عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، فكثير منهم ذُهلوا من مشهد تجول مئات من مقاتلي حماس في الشوارع وسط فرح وهتاف أهالي غزة لهم، ليؤكدوا أن كتائب حماس احتفظت بقوتها ووجودها وسيطرتها على قطاع غزة رغم طول الحرب. لقد وصف معلق الشؤون العربية في قناة “i24News” العبرية تسفي يحزقالي الأمر لصحيفة “معاريف” قائلًا: “خمسة عشر شهرًا من القتال ولم ننجح في تغيير معادلات الحرب في غزة، أسأل نفسي، ماذا فعلنا هنا؟”.
دمرنا العديد من المنازل، وقدمنا خيرة أبنائنا، وفي النهاية النتيجة هي نفس الصيغ. حماس فرحة، المساعدات تدخل، والنخبة تعود”.
كما كان إعلان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير استقالة أعضاء الحكومة المنتمين له احتجاجًا على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة تعبيرًا عما أحدثه الاتفاق من انشقاق داخل إسرائيل ويجعله انتصارًا لغزة، وهو ما أكده غيورا آيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي بقوله: “حماس انتصرت وإسرائيل فشلت فشلًا مدويًا”.

كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .