تلعب المملكة العربية السعودية الشقيقة اليوم دورًا محوريًّا كبيرًا ومهمًّا في عملية الاستقرار السياسي بالمنطقة، فالسعودية لها تاريخ طويل في عملية نشر السلام والاستقرار على مستوى الشرق الأوسط والمنطقة، حيث تعتبر أحد اللاعبين الرئيسين في الساحة الدولية، وتعمل على تعزيز الاستقرار ومد جسور السلام في المنطقة. وما تشهده المنطقة الآن من أزمات واضطرابات وصراعات قد يؤثر بشكل كبير على استقرار المنقطة سياسيًّا، ومن هنا تُظهر المملكة العربية السعودية قدرتها على خلق توازنات سياسية مهمة لدعم الحلول السليمة والمناسبة على مستوى المنطقة، فالتحرك السعودي مستمر في لعب دور التهدئة وتجنب دخول المنطقة نزاعات وصراعات جديدة قد تؤثر على استقرار ومستقبل المنطقة.
ونشاهد اليوم ما تقوم به السعودية الشقيقة من جهد دبلوماسي كبير لفتح صفحات جديدة من العلاقات مع سوريا ولبنان، فكل ما تريده السعودية في هذا الوقت المهم هو العمل على تهدئة الأوضاع في المنطقة بشكل سريع، والعمل على إعادة الاستقرار الكامل في سوريا ولبنان وتجنب النزاعات التي قد تؤثر على أمن واستقرار المنطقة. واليوم الجميع يتابع الأحداث المتسارعة والمتصاعدة في المنطقة على المستوى السياسي، خصوصًا ما يحدث في سوريا، فأكثر ما تحتاجه سوريا في هذا التوقيت المهم تحديدًا هو إقناع العالم بجدية التغيرات الحاصلة في البلاد، وأن تكون مسألة الثقة في الرئيس السوري أحمد الشرع للمرحلة الانتقالية هو العامل الأساس والأبرز لهذه المرحلة المهمة. وفي اعتقادي أفضل من يقوم بهذه المهمة الصعبة التي تُعيد التوازن للمنطقة بشكل عام وسوريا بشكل خاص هي المملكة العربية السعودية، هذه الدولة ذات المكانة السياسية والاقتصادية والعمق الاستراتيجي للدول العربية والإسلامية بشكل عام، فالسعودية تلعب دورًا مهمًّا في تقديم الدعم الكامل للحكومة السورية، وستقف بجانبها في كل المجالات لحفظ استقرارها وضمان عبورها هذه المرحلة بنجاح.