في الأسبوع الماضي نشرت الصحف المحلية التغطية الكاملة للمؤتمر السنوي للنيابة العامة، والذي استعرضت فيه إحصائيات عام 2024، حيث أوضح النائب العام د. علي بن فضل البوعينين تحقيق النيابة العامة نسبة إنجاز كلي في العام الماضي 98 %، وهذا يعكس حرص النيابة العامة على تقديم عمل ونتائج متميزة في هذا الشأن، ونحن بدورنا نشكر جميع العاملين في هذا الجهاز الحساس على ما يقومون به من جهد وعمل كبير من أجل خدمة الوطن.
ومن خلال قراءتي لنتائج المؤتمر السنوي للنيابة العامة، لاحظتُ أن هناك ارتفاعًا كبيرًا فيما يتعلق بالجرائم الإلكترونية، حيث تبين لنا ارتفاع قضايا إساءة استخدام منصات التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها، وهذا العدد الكبير من القضايا الإلكترونية يجعلنا نعيد النظر كأفراد ومستخدمين لهذه المنصات في التعامل معها، خصوصًا منصة “واتساب” التي جاءت في المستوى الأعلى للقضايا الإلكترونية. وهنا يجب تسليط الضوء على موضوع مضاعفة نشر التوعية والمعرفة بمختلف الأمور الأمنية لدى كافة فئات المجتمع، وبالذات طلبة المدارس، فمن أشكال التوعية العامة تنظيم محاضرات مستمرة للمجتمع بشكل عام وللطلبة بشكل خاص، وتعزيز مسألة إشراك الطلبة في مسؤولية التصدي والحد من انتشار هذه القضايا الإلكترونية. كلنا على علم بأن الجهات المعنية بهذا الشأن تعمل بكل إخلاص من أجل نشر التوعية في المجتمع للحد من هذه الجرائم، لكن يجب علينا مضاعفة عمل آليات وقنوات التوعية بمختلف أنواعها، حتى يمكننا بناء مستقبل أكثر أمانًا وثقة في عالم الاتصال من أجل حماية جميع فئات المجتمع وخصوصا أطفالنا.
أخيرًا، يجب أن تكون محاور التوعية بالجرائم الإلكترونية من أولوياتنا، كما يجب علينا جميعًا، جهات معنية وأفراد المجتمع ومؤسسات وقطاعات مختلفة، أن نتعاون من أجل الحد من انتشار هذه الآفة الخطرة على المجتمع، وأن نستمر في تغذية أطفالنا بكيفية التعامل الصحيح مع مختلف المنصات والمواقع الإلكترونية.

كاتب بحريني