العدد 5962
الأحد 09 فبراير 2025
تفويج 1400 كشاف في حفل القَبول الكشفي
الأحد 09 فبراير 2025

نسمع كثيرًا، عن حفلات المتفوقين في اجتيازهم للشهادة الأكاديمية، ونسمع عن حفل اجتياز المتدربين في السلك العسكري، ونسمع ونرى أيضًا، حفل الوعد والقبول الكشفي الذي يقام للكشافين الجدد. 
من المعروف، أن الحركة الكشفية قائمة على أساس ومنهاج تربوي كشفي، وهذا ما يميزها عن سائر الحركات الشبابية، وما يجعلها مستمرة بأعلى معدل من الأعداد التي تنتمي إليها في عضويتها، من بين سائر الحركات الشبابية على مستوى العالم، إذ يبغ عدد الأعضاء المنتمين إليها أكثر من 57 مليون كشاف في أكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم. 
إن جوهر المبادئ التي تحملها الحركة الكشفية تتمثل في الوعد والقانون الكشفي، فبهما يتم قبول الكشاف المنتمي لعضوية الحركة الكشفية بمختلف المراحل، العصافير والبراعم والأشبال والفتيان والمتقدم وشباب الجوالة، وهي مراحل تمثل المراحل التعليمية وبحسب الأعمار من رياض الأطفال إلى المرحلة الجامعية. 


لو تصورنا، أن هذا المنهج الكشفي يشمل كل هذه الأعداد بمختلف مراحلها، تُرى، ما الفائدة التي ستنعكس على هؤلاء الناشئة والشباب، وما النتائج التي سنجنيها على مستوى الفرد وعلى مستوى المجتمع؟!
بالطبع، إن كل انتماء يأتي من رغبة واختيار وتشجيع يؤتي بثماره الكبيرة - باستثناء الانتماء الفطري الذي لا دخل للإنسان في اختياره،  فإرادة الأشخاص حينما تترجم الأفكار إلى أهداف تأتي بنتائج رائعة، وهذا ما يعمل عليه قادة الكشافة في غرس المبادئ الكشفية المتمثلة في “القيام والالتزام بالواجبات الدينية والوطنية، ومساعدة الآخرين في جميع الظروف، والعمل بقانون الكشاف الذي يحتوي 11 بندًا”. 
لو تأملنا هذه العبارات من وعد الكشافة، لوجدناها تؤسس لجيل واعد، ملتزم بمجموعة قيم تجعل منه إنسانًا منتجًا في هذا المجتمع، وتساهم في بناء جيل يستطيع أن يوازن بين واجباته وحقوقه على المستوى الشخصي، ويبادر في تغطية وتنمية وتطوير جوانب النقص وجوانب القوة في المجتمع بما يتناسب مع المشاريع المطروحة. 
يُعدّ اختيار الكشافين وقَبولهم بعد اجتيازهم للمتطلبات التي من ضمنها حضور عددًا من الاجتماعات وترديد الوعد والقانون الكشفي، أمرًا في غاية درجات الإتقان وفق المعايير المتمثلة في جودة عناصر المنضمّين لعضوية الحركة الكشفية، الذين يخضعون لاجتياز أكثر من متطلب ومهارة من خلال العمل الفردي والجماعي، إذ إن تشكيل المجموعات بمختلف المسميات “سداسيات وطلائع ورهوط” أمر يستلزم توزيع المهام والأدوار القيادية، وهذا ما يساهم في صقل شخصية الكشاف على المدى البعيد. 
وفي هذا الجانب، كان لوزارة التربية والتعليم أبرز المثل في إقامة حفل الوعد والقبول للفرق الكشفية، بمشاركة 1400 كشاف من مختلف المراحل الكشفية، حيث حضر الحفل سعادة الأستاذة كفاية حبيب العنزور الوكيل المساعد للخدمات التعليمية نائب رئيس جمعية كشافة البحرين، وبحضور مدير إدارة التربية الرياضية سعادة الدكتور نادر محمد جمالي، وعدد من اختصاصيي قسم التربية الكشفية، وذلك صباح الاثنين الماضي بصالة وزارة التربية والتعليم، وسط فرحة ملأت المكان بهذه الاحتفالية التربوية الكشفية الكبيرة. 

حقًا، ما يبعث السرور والسعادة في هذه الاحتفالية، هو ترديد 1400 كشاف من 120 فرقة كشفية من مدارس مملكة البحرين، الوعد والقانون الكشفي مع الدكتور القائد الكشفي محسن لطف الله، حيث ضجّت صالة الوزارة بصرخة المباديء والقيم التي تحملها الحركة الكشفية، فدخلت القلوب بمعانيها الكبيرة قبل أن تصل إلى الآذان. 
لا زالت الحركة الكشفية تقدم الكثير من المعاني القيّمة لأعضائها المنتمين، آملين أن تكمل هذه الأجيال ما أسست له الأجيال السابقة، من مسيرة الإبداع والعطاء، باذلين الجهد في ترسيخ مفاهيم العمل التطوعي بما يعود بالنفع في خدمة هذا المجتمع.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .