العدد 5917
الخميس 26 ديسمبر 2024
إجازة طبية عاجلة
الخميس 26 ديسمبر 2024

مطلوب وعلى وجه السرعة، طبيب يصدر تقريرا لإجازة طبية مرضية لطفل في الرابعة من عمره، ليقدمها لإدارة مدرسته الخاصة التي ترفض إعادة الاختبار له في مادة اللغة العربية، بعد أن أصيب بوعكة صحية، أقعدته المنزل وألزمته فراشه؟
أيعقل هذا؟ طفل في مرحلة الروضة، يُطلب من أهله تقرير طبي يؤكد فعلاً أنه يستحق الإجازة والغياب من الروضة، وإلا يُحرم من إعادة الاختبار؟ ما أملك غير الضحك على مثل هذه القوانين التي يعتقد من يضعها أنه بتضييقه على الأطفال وأهاليهم أنه يقدم خدمات تعليمية عالية الجودة. الطفل، وبشهادة أهله كان مريضاً فعلاً، ولا يمكنه الذهاب لجامعته - عفواً روضته - لتقديم أطروحة الدكتوراه - عفواً اختبار حرف القاف. وذهابه لروضته قد يدهور صحته، وقد ينقل العدوى إلى زملائه في الفصل، وغيابه لم يكن “عياره” كما تعتقد إدارة مدرسته. ولو افترضنا جدلاً أن الطفل كان في أتم صحة وعافية، واستيقظ فجره ولم يقبل بعناد الأطفال الذهاب لمدرسته، وغاب في يومه ذاك، هل من المنطقي حرمانه من الاختبار؟ لأنه لم يلتزم بالحضور وهو في سن لا يعلم بعد، ماذا تعني إجازة مرضية! والد الطفل كان قد ذهب معه إلى المركز الصحي، ووصف له العلاج، وعندما طلب من الطبيب إجازة مرضية رفض إصدارها، بُحكم أن الطفل أقل من 9 سنوات، وبحسب قوانين وزارة التربية والتعليم لا تُحرر مثل هذه الإجازة لمن هم أقل من هذا العمر. عاد والد الطفل مرة أخرى للمركز الصحي وطلب إجازة مرضية لطفله الذي تم إشعار أهله بأنه سيُحرم من إعادة الاختبار إن لم يقدم إجازة مرضية تثبت أنه مريض يوم تغيبه عن الاختبار! ورفض الطبيب للمرة الثانية تحرير هذه الإجازة، وقدم تقريرا يثبت فقط حضوره المركز يوم مرضه. بالله عليك يا وزارة التربية، أيستحق الأمر أن يتجشم ولي أمر هذا الطفل عناء مراجعة المركز ليومين، وأن يهدر وقته ووقت الطبيب، ووقت الناس الأحق بالدخول على الطبيب، لإصدار إجازة مرضية لطفل في الرابعة من عمره؟.
ياسمينة: شر البلية ما يضحك. 
 

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية