هناك نساء كالحرباوات المتلونة، أينما تضعهن يتغيرن حسب مصلحتهن، وبما يتوافق مع أهدافهن، والمصيبة إن كانت تلك الأهداف شيطانية! فتكون حينها كالحيزبون - الحيزبون في التراث الشعبي هي المرأة الخبيثة أو الشريرة التي لها قدرات خارقة للطبيعة - تسخر كل قدراتها الكلامية منها والفعلية لتحقيق ما تصبو إليه، فتقلب الطاولة على من تكره، وتقدم العسل لمن تحب. لسن كل بنات جنسي ملائكة، فمنهن أبالسة، فعندما تحلو للواحدة منهن الخيانة فلا تبقي ولا تذر على زوجها، لتبرر تلك الخيانة، بنقص وتقصير من شريك حياتها، وكأن الغدر والتفسخ الأخلاقي أو حتى الفاحشة لها مبرر يمكن التغاضي عنه، إن كان الشريك قد تحرر من مسؤولياته الزوجية أو الأسرية!
قد لا يكون الزوج مهملًا كما تدعي، وقد يكون قائمًا بدوره على أكمل وجه، لكنها - ولأن البيوت أسرار - لن تعترف بذلك، ولن تتوانى عن الإعلان بأنه مقصر بالمشاعر وتحمل المسؤولية، كي تتجسّد ذهنيًّا لمن يعرفهم صورة الزوج المجرم بحقها وبحق أبنائها، وأنها المسكينة التي تحملت وصبرت على ظلم زوجها لها كل تلك السنوات التي لم تكن إلا عجافًا مع زوج لا يستحقها، وأنها تسرّعت بالاقتران به، وأنها حلم كل شاب، ولو أرادت لتزوجت بغيره! المرأة ذات الشرف، والتي تعلم بأن وراءها حسابًا وكتابًا، لا يمكن أن تقدم على الخيانة وإن رأت بأم عينيها وبالجرم المشهود خيانة زوجها لها. فالأمر ليس بمنطق: “واحدة بواحدة، هو يخونني.. إذا سأخونه، والبادئ أظلم!” فهو وإن خان يمكن أن يبرر لنفسه بأنه سيتزوج بمن خانها طالما الشرع حلل له التعدد - لا أبرر لمن يخون - ولكن المرأة إن خانت؛ فما المبرر الذي يمكن أن تقدمه، غير أنها أباحت لنفسها ما لا يغتفر.
لا أشجّع على الطلاق أبدًا، ولكن في حالات الخيانة تلك، والمبررة بعدم قيام الزوج بمسؤولياته الأسرية أو حتى الزوجية، أو عدم الشعور بأية مشاعر تجاهه، فإن الطلاق حينها سيكون أسمى من البقاء مع رجل جسدًا، وخيانته بالمشاعر مع رجل آخر.
ياسمينة:
الخيانة من المرأة أقبح.