باستهتار جم، وبلا أية مبالاة بالسيارات التي تمر بجانبيها على الطريق السريع المؤدي إلى جامعة البحرين، تترنح سيارتها يمنة ويسرى، وبكل برود ترمق من ينبهها بأبواق سياراتهم نظرة استغراب وتهجن، لأنها ببساطة كانت تأخذ صور “السلفي” وهي تزم شفتيها على “الهايوي”!
ما يحدث على الطريق السريع من عدم الالتزام بقوانين المرور يشيب له الولدان.. تجاوز للسيارات والسرعة المحددة - رغم أن الشارع يجيز السياقة بسرعة 120 كيلومترًا بالساعة - وعدم ترك مسافة للأمان، ولهو بالهواتف النقالة تحدثًا وإرسالًا بل وتصفحًا لبرامج السوشال ميديا، ويعرف ذلك جيدًا من يمر على هذا الشارع بالتحديد، ورغم أنه شارع تعج فيه كاميرات رصد المخالفات والسرعة، إلا أنه لا حياة لمن تنادي، بات هذا الشارع السريع، إن لم تشهد فيه يومًا سيارات المرور، والإسعاف والدفاع المدني، وهي تباشر حادثًا مروريًّا، لا يكون يومًا طبيعيًّا، فالطبيعي أن ترى سيارات متصادمة ومهشمّة والزجاج متناثرًا على الأرض، واختناقًا مروريًّا لا يطاق، يستنزف من أعصابك ووقتك الكثير.
تشديد الرقابة المرورية على هذا الخط السريع يتطلب حزمًا أكبر، حتى يرتدع من استهتر بروحه وأرواح غيره من مرتادي هذا الشارع الذي يعج بأصحاب “اللياسن الجديدة”، من طلبة الجامعة، والذين قد تأخذهم حماسة القيادة تارة، وللحاق بمواعيد محاضراتهم بالجامعة تارة أخرى لتجاوز السرعة. وتغليظ العقوبة – ويؤسفني ذلك - أمر لابد منه، عسى أن توجعهم الدنانير التي ستُدفع كغرامة، ليعلموا أن أرواحهم أغلى من كل دنانير الأرض. كما أن وجود رجال مرور بلباس مدني وفي سيارات مدنية ربما هو أسلوب آخر يمكن اتباعه على هذا الشارع، لرصد المخالفات وضبط المتجاوزين، فالبعض منهم يلتزم بقوانين المرور ما إن يرى سيارات رجال المرور، وما إن تختفي عن ناظريه، ضرب بعرض الحائط كل تلك القوانين. وتحديد الجانب الأيمن والأوسط من الشارع للطلبة، وتحريم مرورهم على الجانب الأيسر منه فكرة قد تحد من الحوادث المرورية التي بعضها مميتة للأسف على “الهايوي”، إلى أن يدرك المستهترون فداحة الجُرم الذي يرتكبون.
ياسمينة: التزم.. تسلم.