العدد 5902
الأربعاء 11 ديسمبر 2024
الاتفاق بين إسرائيل وحزب الله وشعاع الأمل (2)
الأربعاء 11 ديسمبر 2024

كما بدأ حزب الله قتاله ضد إسرائيل في 8 أكتوبر 2023م وجد نفسه مضطرًا لاتفاق معها لوقف هذا القتال في 27 نوفمبر 2024، وهو ما رأته إسرائيل فرصة لحشد وتركيز جهدها وطاقتها نحو الجبهة الأهم وهي غزة، خصوصا أنها بالمقاييس العسكرية والاستراتيجية هي التي استثمرت هذا القتال طيلة هذه الفترة وأنجزت معظم أهدافها على الجبهة اللبنانية وباتت في مواجهة حزب يختلف وأضعف كثيرًا عن ذي قبل، وهي لم تكن تطمع في أي شيء أكثر من ذلك.

فك الارتباط بين غزة ولبنان مكسب حقيقي لإسرائيل لكنه على الأرجح سيدفعها للتصعيد في غزة ضد حماس، خصوصا أنها لم تحقق أهدافها وأجندتها المعلنة للحرب، وإن كانت قد نجحت في تدمير غزة، ولا يزال كابوس الفشل الاستراتيجي والعسكري يطارد قادة إسرائيل بعد مرور أكثر من عام فشلت فيه في استرداد نظرية الهيبة ونظرية التفوق التي كانت تتعامل بها وعلى أساسها قبل أحداث 7 أكتوبر 2023م. رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وبعد اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، قال إن “هناك فرصة الآن لإعطاء قواتنا قسطاً من الراحة وتجديد المخزون”. في حين قال وزير الزراعة الإسرائيلي آفي ديختر، وهو عضو مجلس الوزراء الأمني ورئيس سابق لجهاز الأمن الداخلي (شين بيت) “لن تشكل غزة تهديدا لدولة إسرائيل مرة أخرى.. سنحقق نصرا حاسما هناك. لبنان مختلف، لا يزال أمامنا الكثير لنفعله.. ولا يزال نحو 101 من الرهائن في غزة”. 

 

البعض يشير إلى تحذيرات أميركية لإسرائيل بتعليق بعض شحنات الأسلحة أو عدم استخدام (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن الدولي بفرض وقف إطلاق النار في لبنان بشروط قد لا تكون في صالح إسرائيل، وهو ما ساهم في قبول الأخيرة الاتفاق، في حين أن القرارات الأممية الداعية لوقف إطلاق النار في غزة تجد الفيتو الأميركي لها بالمرصاد، ليكون هذا “الفيتو” شعاع الأمل الأهم “المفقود” في التوصل لاتفاق نار في غزة.

 

كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية