دور المال في الانتخابات معروف ومشهود على مختلف المستويات بغض النظر عن مدى تقدم الدولة، لكنه في الغالب يظل خلف الستار لا تعرف به إلا الدائرة الضيقة جدًّا المعنية به.
الانتخابات الرئاسية الأميركية التي جرت في وقت سابق من شهر نوفمبر 2024 قدمت نموذجًا مختلفًا من حيث وضوح وعلانية هذا الدور ونتائجه السريعة، إذ إن كل المتابعين يعرفون أن أغنى رجل في العالم إيلون ماسك مالك شركة تسلا ومنصة إكس لعب دورًا رئيسًا في حملة الجمهوريين والرئيس المنتخب دونالد ترامب، وأنه أنفق أكثر من 110 ملايين دولار من ثروته الشخصية لدعمه، ويعرفون أيضًا أنه سيتولى منصبًا رفيعًا في إدارة ترامب، وفقًا لما قاله الرئيس نفسه عقب فوزه بالانتخابات وإشادته بما فعله ماسك قائلًا: “إن لدينا نجمًا كبيرًا قد وُلد، إنه شاب رائع قام بالكثير من الحملات وهو إيلون ماسك”، وقام باختياره لرئاسة لجنة الكفاءة الحكومية في إدارته المقبلة، في مهمة لأجل “تفكيك” البيروقراطية وتقديم المشورة الخارجية للبيت الأبيض حول كيفية “دفع إصلاحات هيكلية واسعة النطاق، وإصدار تقارير لترشيد عمل الحكومة.
ووفقًا للمتابعين، فإن دور “ماسك” في إدارة الرئيس ترامب لن يتوقف عند حدود هذه اللجنة، وأنه سيكون له دور استثنائي، مشيرين إلى حضوره الدائم إلى جانب ترامب ومشاركته بالمكالمات الهاتفية للرئيس المنتخب مع زعماء العالم.
وكانت أكثرها جدلًا مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي وفق موقع أكسيوس الأميركي وتصريح لمسؤول أوكراني رفيع المستوى لوكالة فرانس برس، إضافة إلى ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز عن لقاء ماسك مع سفير إيران لدى الأمم المتحدة يهدف لنزع فتيل التوتر بين طهران وواشنطن، وهما من أهم الملفات الخارجية للولايات المتحدة الأميركية.
بعيدًا عن المناصب والسياسة، ارتفعت ثروات ماسك برقم قياسي يومي مع فوز دونالد ترامب بولاية ثانية وفقًا لمؤشر بلومبرغ الذي أشار إلى ارتفاع القيمة الصافية للمليارديرات بقيادة إيلون ماسك من شركة تسلا، بمقدار 63.5 مليار دولار يوم إعلان فوز ترامب، وأضاف ماسك وحده 26.5 مليار دولار إلى محفظته المالية.
* كاتب بحريني