العدد 5900
الإثنين 09 ديسمبر 2024
الاتفاق بين إسرائيل وحزب الله وشعاع الأمل (1)
الإثنين 09 ديسمبر 2024

حضرت الضغوط وتوافرت الإرادة والدوافع، فتم الاتفاق بين إسرائيل وحزب الله على وقف للقتال الذي اندلع في الثامن من أكتوبر عام 2023م وانتهى (على الورق) في 27 نوفمبر 2024م، فيما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأنه “أول شعاع أمل” في الصراع بالمنطقة بعد شهور من التصعيد، في إشارة إلى أمله بالتوصل لاتفاق آخر ينهي حرب غزة، وهو أمر أراه أكثر صعوبة من ذي قبل، فإذا كنا على امتداد أكثر من عام وفي ظل أشد مراحل الحرب عنفًا وتدميرًا، ومع تشتت إسرائيل في حربها ضد جبهتين لبنانية وفلسطينية لم نشهد مثل هذا الاتفاق، فما الذي يمكن أن يجبرها الآن أو يدفعها لإبرام مثل هذا الاتفاق بعد أن تخلصت أو حيدت على الأقل الجبهة الثانية التي كانت تمثل عبئًا وضغطًا عليها.

الوسطاء في الاتفاق بين إسرائيل وحزب الله كانوا على قناعة تامة بعدم جدوى القتال بينهما، بينما البعض على قناعة مختلفة بشأن غزة وبأن إسرائيل تمارس حق الدفاع عن نفسها حتى إن أفنت قطاع غزة ومن عليه ردًّا على أحداث السابع من أكتوبر 2023م. إسرائيل حققت الكثير من أهدافها في الجبهة اللبنانية بما أنزلته من خسائر بشرية ومادية واستراتيجية فادحة بحزب الله، وأرادت في نفس الوقت وقف ما تتلقاه من ضربات عسكرية بعضها موجع وفي الداخل الإسرائيلي، فتجاوبت مع المساعي وقبلت بالاتفاق لتتخلص من جبهة مرهقة. حزب الله بعد أن فقد عددًا لا بأس به من قادته المؤسسين والمؤثرين وتعرض لاختراقات لصفوفه ولخسائر في عتاده، وفي ظل رغبة إيران في التهدئة والانتظار لحين معرفة توجهات الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة ترامب حيالها، ولأنه دخل في قتال مع إسرائيل دعمًا وإسنادًا لغزة وليس لأهداف خاصة به هو، فكان مدفوعًا لإنهاء سلسلة خسائره حماية لوجوده وبقائه.

أما الوضع في غزة فيختلف كثيرًا عن لبنان، وهو ما سنتناوله بالمقال القادم.

 

كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية