شخصيا، تغيرت نظرتي تجاه مقولة “البحريني.. طحين جميع الاستعمالات”، وفي الحقيقة، لم أسمعها منذ سنوات! إنما صادف وسمعتها من أحد الأشخاص في حديث عابر عندما وجه الكلام لي بالقول “يا خوك تعبنا.. نشتغل في بعض الوظائف ذات الرواتب المتدنية و”نكرف كرف” لساعات طويلة بلا أجور عمل إضافي، وحين نطالب يقولون.. وضع الشركة تعبان! أما وضعنا كطحين جميع الاستعمالات “يشغلونا” في مختلف الوظائف ونغطي النقص وقت الإجازات أو الاستقالة أو التقاعد.. فهذا بالنسبة لهم وضع غير صعب.. ما يصير وين الصحافة عن هذا الموضوع؟”.
على أية حال، كنت أتضايق من معاملة البحرينيين كـ “طحين جميع الاستعمالات”، وهي معاملة مؤذية وقاسية قطعا، لكن سأحاول “تطييب خاطري وخاطر البحرينيين “المكروفين” دائما”، وسأحور العبارة ليكون معناها أن البحرينيين، وهم كذلك، يعملون في أشد الظروف قسوة ولا يتذمرون أو يمانعون المبادرة، ويتحملون ساعات العمل الطويلة والأجور المتدنية، والأقسى في بعض الظروف.. تفضيل الأجنبي عليهم، إلا أن كونهم “طحين جميع الاستعمالات”، فهذا لأنهم يصلحون في كل المواضع والمواقع وبجدارة، أي أن يصبح معنى العبارة “يمكن تشغيلهم والاستعانة بهم في كل التخصصات التي يتخصصون فيها أو يتمتعون فيها بخبرة عملية”.
حسنا، تحورت العبارة أم لم تتحور، السؤال هو: هل يقبل "بعض أرباب العمل" أو المسؤولون في "بعض" المؤسسات من البحرينيين معاملة عيال وبنات بلدهم كطحين جميع الاستعمالات؟ لا أظن، لكن أحذر.. هؤلاء الكفاءات هم مستقبل ونمو أعمالكم، فلا تقللوا احترامهم.