سيتطلب الحديث العودة للفترة من العام 2005 حتى 2015، ففي تلك الحقبة، التقيت كما التقى العديد من الزملاء من صحافيين وكتاب ومثقفين، بوزير الداخلية الفريق أول الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، سواء على هامش اجتماعات أو مؤتمرات، أو حتى في مجلس معاليه العامر بالرفاع العامرة، ودائمًا ما كانت “البوصلة” تشير للمصلحة العليا لبلادنا البحرين الغالية.
وسط أحداث وقضايا ومناقشات وتباحث مع المدير العام للإدارة العامة للإعلام والثقافة الأمنية والمشرف العام على المكتب التنفيذي للخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة اللواء محمد بن دينه، ومع بعض الزملاء في الصحافة والإعلام أو في المحافظات أو حتى على مستوى المؤسسات الأهلية، كان التوافق على أن تتمحور مخرجات عملنا على ترسيخ التلاقي الوطني والتفاف كل مكونات الوطن، والنقطة التي أود الإشارة إليها في هذا المسار هي أن معالي الوزير كان واضحًا ومؤمنًا بجانب مهم، ألا وهو أن من حق كتاب الرأي والفكر والناشطين أن يطرحوا آراءهم كما يشاؤون دون الإضرار بأي طرف.
أما بعد، يلزم أن أعود إلى لقاء معالي الوزير مع نخبة من أبناء الوطن يوم الخميس 3 أكتوبر، وهذا اللقاء “صورة وطنية أصيلة” ضمن المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، اعتدنا عليها منذ أن أسس معاليه في 18 مارس 2006 مبادرة “الشراكة المجتمعية”، فالظروف التي تمر بها المنطقة في غاية الحساسية لا تخفى على الجميع، إلا أنه لو عدنا إلى أعلاه بشأن “التلاقي الوطني”، ووفق تقديري، فإن إدراك أهمية “الحكمة الوطنية كركيزة لتوطيد دعائم منظومة السلم المجتمعي، ورفض تجاوز الثوابت الوطنية”، ليس إدراكًا في محيط اللقاء فحسب، بل إدراك وإيمان وإجماع في جغرافيا الوطن بأكمله.
إن جبهتنا الداخلية ووعينا الوطني وتماسك نسيجنا اليوم أفضل بكثير من أي مرحلة مضت، في سرائها وضرائها، بل حتى شرائح الشباب، هي اليوم أكثر إدراكًا والتزامًا بمسؤولياتهم تجاه أمن واستقرار وسلامة الوطن.. أغلى ما نملك.. حفظه الله بعينه التي لا تنام.