بالنسبة لي كوني مواطنا بحرينيا، لا أجد نفسي مضطرًا لأن أسوق “استفتاء الأمم المتحدة بشأن استقلال البحرين بالعام 1970”، ولا أمثلة أخرى من محطات ومراحل تاريخية ولا أي “شاردة وواردة” في هذا الشأن تثبت انتماء أهل البحرين سنة وشيعة ومن كل المذاهب لبلادهم وقيادتهم.. لعروبتهم واستقلالهم الوطني “المقدس”.
وكوني مواطنا خليجيا، لست كذلك مضطرًا لأن أناقش وأجادل في شأن السيادة الخليجية على كل أراضيها، فتلك أيضًا من المسائل التي لا يختلف فيها وبشأنها أبناء الخليج، أما حيال العلاقات البحرينية الخليجية الإيرانية، فهذا نطاق يرتبط باستقرار وسلام وازدهار منطقة حيوية استراتيجية، وللبحرين مواقفها الواضحة، وبالأمس القريب، أي في زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله إلى روسيا، ولقائه بالرئيس فلاديمير بوتين في مايو 2024، تأكيد لموقف البحرين من منطلقات ومبادئ حسن الجوار والتقارب والتعاون.
استقلال بلادنا وانتماؤنا ومواقفنا تبدو خارجة عن مسار وتصريح رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية كمال خرازي وحديثه عن ملفات الجزر الإماراتية وإقحامه “بلادنا” فيما وصفه “خيانة لا تغتفر” لمحمد رضا بهلوي، وهذا الإقحام يبدو ممجوجًا منفلتًا لا عقلانية فيه! فما احتوته صفحات التاريخ والماضي قد يصلح لمن أتقن النبش دون قدرة على تشخيص الواقع والحاضر، ولا شأن لنا به كذلك، لكن ماذا يحضرني هنا؟
يحضرني الكثير مما تناوله كتاب ومؤرخو ومثقفو البحرين بخصوص “استفتاء 1970” بإجماع أهل البحرين على نيل صفة “الدولة الحرة المستقلة ذات السيادة”، وأجاد وصفه الباحث د. عبدالله المدني من أنه: لم تكن هناك أية تباينات طائفية حول “عروبة البحرين”، بل رأي موحد لاستقلال البحرين وعروبتها، وإن كانت هناك “خيانة بين بهلوي وخرازي” فلا شأن لنا نحن أهل البحرين والخليج بها.. على الإطلاق.