هل فكّرت المؤسسات والشركات بأن تجري اختبار صحة نفسية للمرشحين لتولي المناصب الإدارية قبل إسناد هذه المهمة لأحدهم؟ فليس من المعقول أن يولّى مدير أو رئيس على مجموعة من الموظفين وهو يعاني أصلًا من عقد وأمراض نفسية تستلزم العلاج. فإجراء مثل هذا الاختبار ضروري لتأثيره المباشر على بقية الموظفين وعلى إنتاجيتهم، وعلى مستوى جودة العمل المقدم بشكل عام، بل وتأثيره على المراجعين والمستفيدين من الخدمات التي يقدمها هؤلاء الموظفون للعملاء.
فكم من موظف اختار التقاعد المبكر أو الاستقالة من العمل والبحث عن عمل آخر – ربما أقل امتيازات - حفاظًا على صحته النفسية التي بدأت تؤثر على صحته الجسمية، وكان وراء ذلك التدهور النفسجسمي مدير يعاني من “جنون العظمة” يتعامل مع موظفيه بكل غطرسة وغرور! وكم من موظفة أصيبت بالاكتئاب، والقلق، والأرق والخمول بسبب مدير متعجرف، يجد متعته في إهانة موظفيه، أو مديرة تشعر بالغيرة من موظفة فتستخدم كل صلاحياتها في عدم تطورها مهنيًّا، أو تكيل لها السباب والشتائم على أية زلة تتصيدها عليها فتُدخلها في حالة نفسية حرجة، كتلك التي عانت من تكرار إجهاضها لسوء حالتها النفسية في العمل! وربما هناك قصص أدهى وأمرّ تحدث في المكاتب ومقار العمل. العمل، تحت مدير يعاني من مشاكل نفسية أو اضطرابات في الشخصية، يعني أنك تعمل في بيئة غير صحية، لا يتوقف أثرها السلبي على الموظفين وحسب؛ بل وحتى على عوائل هؤلاء الموظفين وأزواجهم وأطفالهم، الذين سيتأثرون من الحالة المزاجية السيئة التي سيحملها هذا الموظف للمنزل، خصوصًا إن لم يكن قادرًا على أن يفصل مشاعره وحالته النفسية السيئة بالعمل عن المنزل. أقل ما يجب أن يتّصف به المدراء هو الاتزان النفسي، والذي يؤهلهم لإدارة موظفين ذوي نفسيات مختلفة، واختلال هذا التوازن يعني الانحراف عن تحقيق الأهداف الوظيفية المشتركة، لعدم توافر الصحة النفسية التي تؤهل الموظفين للمشاركة بكامل طاقتهم الإيجابية في تحقيق استراتيجيات مؤسساتهم. فقبل أن تولوهم كمدراء اختبروهم نفسيًّا.
ياسمينة:
من الضروري أن يكون المدراء لائقين نفسيًّا.