غير مقبول بتاتًا، ولا يمكن تقديم أية أعذار أو تبريرات، لمن يُعرّض حياة الآخرين للخطر، لأسباب شخصية، أو لخلافات بين الزملاء في العمل، فالعلاقات الشخصية شيء، والإخلاص والأمانة في تأدية العمل شيء آخر، والطامة إن كانت هذه المهنة هي الطب، والخلافات والنزاعات القائمة هي بين الأطباء، والذين من المفترض أن يتحلوا بأخلاقيات المهنة، ويلتزموا بقسمهم الذي أقسموا عليه وكتاب الله بين أيديهم إذ قالوا: “أقسم بالله العظيم أن أراقب الله في مهنتي، وأن أصون حياة الإنسان في كافة أدوارها، في كل الظروف والأحوال”. لا يمكن أن تغتفر للأطباء هذه التصرفات، لأنه وببساطة مهنتهم تمس صحة الناس مباشرة، وحدوث خلافات أو “هوشة” بين زميل وآخر، لا يعني أن لأي منهما الحق في الامتناع عن تقديم خدمة الفحص والعلاج للمريض.
مريضة كبيرة في السن، نُقلت عبر سيارة الإسعاف إلى قسم الحوادث والطوارئ بعد تعثرها ووقوعها على الأرض، ما سبّب لها ألمًا فظيعًا في ظهرها. بعد خضوعها للأشعة، أكد الطبيب المناوب عدم وجود مشكلة في ظهرها، لكن من الضروري أن تُعرض حالتها على أخصائي العظام، وهنا بدأت الحكاية.. تم الاتصال بالطبيب، وبعد أن علم أن المريضة محولة من قبل زميلته الطبيبة فلانة، رفض معاينة الحالة! تم الاتصال بالطبيب عدة مرات، فبدأ يتهرّب من المكالمات وعدم الرد عليها، ورغم محاولة بعض زملائه التستر عليه بالادعاء بأنه مشغول في معاينة حالات مرضية بالعناية القصوى، إلا أن الحقيقة كانت.. رفضه فحص المريضة التي جاءت بتحويل من تلك الزميلة، حيث يبدو أنهما في خلاف ونزاع كبير. أحد الأطباء حاول مشكورًا الاتصال به عدة مرات إلى أن قام الأخير بإغلاق سماعة الهاتف في وجهه!.
للعلم، المريضة تعاني من عدة مشاكل صحية بالإضافة إلى تقدمها في السن، إذ تعاني من مشاكل في القلب، وخضعت قبل فترة بسيطة لقسطرة في القلب وتضع بطارية تنظم ضربات قلبها، ناهيك عن كونها مريضة سرطان سابقة وتعيش على كلية واحدة، وتعاني من دهون في الكبد.
ياسمينة: ضعوا الخلافات جانبًا؛ فأرواح الناس ليست لعبة.