العدد 5837
الإثنين 07 أكتوبر 2024
هذا أقل الحق لهم
الإثنين 07 أكتوبر 2024

يعاني بعض المواطنين من ظاهرة بناء العمارات في الأحياء السكنية، والتي حاوطت كثيرا من البيوت، وحولت حياة قاطنيها إلى جحيم لا يطاق.
فعلاوة على إطلالة الشقق على البيوت، وعلى “الحوش”، وعلى خصوصيات الناس، يتسبب سكان هذه الشقق من العمالة الآسيوية، والعزاب، وغيرهم، في بيع بعض المواطنين بيوتهم، والهجرة لمناطق أكثر هدوءا وخصوصية.
ويقول لي أحدهم، وهو مهندس يمتلك بيتا رحبا في منطقة الحجيات، إنه تفاجأ قبل أعوام عدة، بنهوض الأرض الفضاء المقابلة لبيته، إلى عمارة سكنية كبيرة، تطل شققها على واجهة بيته مباشرة.
ويضيف “ما إن يفتح أحد أفراد الأسرة باب البيت، أو البلكونة، إلا ويتفاجأ بأعين تنظر له بفضول وتمعن من النوافذ”.
ويقول ”اضطر جاري الذي يسكن بجواري منذ 15 عاما إلى بيع بيته، لانعدام الخصوصية، التي منها لعب الأطفال بصخب شديد في الشارع حتى الواحدة ليلا، بلا أي مبالاة من ذويهم بحقوق الجيران”.
ويقول مواطن آخر ”لا يمر يوم، إلا وأفاجأ بسيارة غريبة وهي مركونة تحت مظلة سيارتي، وأحيانا أمام كراج البيت، وكم من المرات تأخرت عن الذهاب للعمل لهذا السبب”.
ويتابع ”حين أبلغ الإدارة العامة للمرور، للتواصل مع هؤلاء المخالفين، منهم من يتأخر بالرد، ومنهم من يكون هاتفه مغلقا، وقس على ذلك”.
إن من المهم جدا، إعادة مراجعة حالات تصنيف الأراضي في المناطق السكنية، إلى تجارية، والتي أضرت بكثير من الناس، وحرمتهم الحق بالخصوصية، والهدوء.
ومن المهم أيضا، إلزام ملاك العمارات السكنية، ببناء مواقف كافية، ووقف تأجيرها على العزاب والعمالة الآسيوية، وبإغلاق نوافذ الشقق المطلة على البيوت بالسواتر التي تحمي خصوصية أهل المنطقة، من الأعين المتلصصة، فهذا أقل حق لهم.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .