تتسابق البحرين مع الزمن، لتسجل حضورها الزاهر دوماً في بناء الحياة الجديدة، وترك البصمة، والأثر الخير، في الشعوب.
وجاء استعراض اللجنة التنسيقية يوم أمس، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، لمقترح الآليات التنفيذية للتبرع بالأعضاء البشرية، كصورة تجسد مكانة البحرين بين الأمم المتحضرة، والعالم.
وكانت المملكة على موعد بهذا المضمار الإنساني الرفيع، مع الدكتور جورج ابونا في بداية تسعينات القرن الماضي، سواء على مستوى توفير الأجهزة، والأدوات، أو الأدوية، وتهيئة الممرضات، وابتعاث الأطباء وتدريبهم.
وكان هؤلاء الأبطال حاضرون بوفائهم كالعادة، حيث سجلوا دروسا واعدة، في عمليات زراعة الأعضاء البشرية، وإنقاذ الأرواح، وتمكين المرضى لأن يعودوا لحياتهم الطبيعية من جديد، وسط أقرانهم، وأحبائهم، وذويهم.
لقد قدمت البحرين، ولا تزال، دروسا عظيمة في هذا المضمار، الأمر الذي حدا بالحكومة الموقرة أن تمضي بخطوات واثقة، لسن الآليات اللازمة لهذا الأمر، في بوتقة واحدة، محكمة.
ولم تكن صحيفة “البلاد” غائبة عن هذا المشهد المهم، فكان لها قبل عامين، السبق على غيرها، بتوجيه من عبدالنبي الشعلة رئيس مجلس الإدارة، لتسجيل حضورها الوفي بالمجتمع البحريني، عبر إطلاق حملة منسقة وشاملة عنوانها “حياة جديدة” سلطت الضوء ولا تزال، على جدوى التبرع بالأعضاء.
وعلى أهمية إعادة احتضان عمليات الزراعة، ينال خلاله كل مريض، الفرصة بالحياة، وهو ما تم، عبر إجراء الصحيفة ومحرريها، لعشرات اللقاءات، والتقارير، والمقابلات مع أطباء، وواهبين للأعضاء، ومرضى تشافوا بعد عمليات الزراعة، ونقل تجاربهم للجمهور، والعالم.
إن هذا الاهتمام الحكومي المقدر، لهو محل اعتزاز، وفخر للجميع، وتأكيد متجدد بأن البحرين ماضية، بتوثيق حضورها بالخير، واستقرار الأسرة، وإنقاذ الأرواح، ودمتم بخير.
*كاتب وإعلامي بحريني