هذا هو توصيف صحيفة هآرتس لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، حيث تؤكد أنه غير مستعد لأي تفاوض جاد يفضي لهدنة أو حل للحرب المشتعلة منذ أكثر من عشرة أشهر في غزة، ولا يهمه مطلقًا الرهائن الذين يموتون في الأنفاق وتتسلم إسرائيل بين فترة وأخرى جثثًا لهم.
نتنياهو من البداية رفع شعار إعادة الرهائن كهدف وأولوية من حربه ضد غزة، لكنه بات واضحا أنه أعلن هذا الهدف فقط لكسب التأييد اللازم لبدء هذه الحرب، وما إن تحقق له ذلك حتى اتضحت نواياه الحقيقية وتأكد الجميع بمن فيهم عائلات الرهائن أنه لا يحركه سوى المنصب، وأن البقاء في السلطة هو غاية كل قرار وكل تحرك يتخذه، فخابت آمالهم فيه وتدفقت مظاهراتهم ضده في كل مكان وفي كل وقت، فيعمل نتنياهو على امتصاصها واحتوائها بتصريحات ملبية لطموحاتهم في التفاوض مع حركة حماس لأجل هدنة، مصحوبة بمراوغات محسوبة ومطالب وشروط يعرف يقينًا صعوبة قبولها من الطرف الآخر، ومماطلات محبطة لرعاة المفاوضات، واختراع تفصيلات وجزئيات هامشية وجديدة لإرباكهم وإشغالهم، كي يصل للنتيجة التي يأملها وهو فشل وانهيار المفاوضات ليكسب مزيدًا من الوقت ومزيدًا من التواجد في السلطة، ليستحق من الصحيفة الإسرائيلية لقب "أستاذ في تزييف المفاوضات"؛ حيث يُكثر القول بلا عمل. هو يعلم أن الرهائن هم سبب الضغط الشعبي الرئيسي والأكبر عليه، كما يعلم أنه مع استمرار حرب غزة، فقد يتعرض جميع الرهائن للموت، ويتخلص من هذا الصداع ويتحرر من ضغوطه ويواصل حروبه وهجماته في جبهات مختلفة تشعل صراعًا رهيبًا وموسعًا في المنطقة لن يكون بمقدور أحد السيطرة عليه أو التحكم في حدوده. وإذا كانت هآرتس تطالب الإسرائيليين بسرعة الاستيقاظ وإيضاح الأمر لرئيس الوزراء أنه لا يملك تفويضاً للتضحية بالرهائن، فإن على المجتمع الدولي ودوله المؤثرة ومؤسساته العاملة على حفظ الأمن والسلم أن تكون أسرع في الاستيقاظ والتحرك لمنع حرب شاملة تظل احتمالاتها قائمة ما بقي نتنياهو في السلطة.
كاتب بحريني