شاب إنجليزي ممن خرجوا للتظاهر ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، رفع لافتة مكتوب عليها “ليس هذا الجيل”، وكأنه يقول إن “ما قبل به الآباء من ظلم، وجور على الفلسطينيين، لن نقبل به نحن”.
هذا المشهد، وغيره من المشاهد التي نقلتها شاشات وصحف الغرب، لفيضانات بشرية أغرقت العواصم، والمدن، والجامعات الأوروبية، والأميركية، منددة بالجرائم الوحشية في قطاع غزة، هو إعادة تعريف جديد للقضية الفلسطينية، ولحقيقتها، بعد عقود طويلة، من محاولات الإخفاء، وتزييف الحقائق.
كما أنها صحوة عالمية جديدة، تخطت الإعلام المسيس، والملوث، بشأن ما يعانيه هذا الشعب المغلوب على أمره، من كيان الاحتلال، ومن قوى الاستعمار، التي حملت على عاتقها مسؤولية توفير كل غطاء سياسي ممكن، لاستمرار ممارسات التعدي، وسفك الدماء البريئة.
والتاريخ الفلسطيني يقول إن “شعب الجبارين” ليس ممن يركع، أو يتراجع في الدفاع عن حقه في الأرض، وفي الوجود، وبأنهم من يلقنون العالم اليوم، وكل يوم، دروسا في نضال الشعوب الحرة، التي لا تخاف، ولا تخشى شيئاً، والتي لا تتحدث عنها أفلام هوليوود، ولا تستذكرها، مهما سكبت الدماء في الشوارع، وعلى الأرصفة، وتحت الأنقاض، وفي السيارات، والحافلات المحترقة.
الفلسطينيون هم كرامة العرب والمسلمين، وهم المثل الأعلى في النضال، والصبر على أشرس الابتلاءات، وأصعب الامتحانات الربانية، وإن الحق لعائد لأصحابه بإذن الله، ولو بعد حين.