أكدت كلمات المشاركين في مؤتمر اتحاد منظمات التدريب والتنمية في نسخته الخمسين بالعاصمة المصرية القاهرة، أن الذكاء الاصطناعي لا يمثل تهديدا للكوادر المدربة جيدا. وانعقدت فعاليات المؤتمر تحت رعاية وزير المالية المصري محمد معيط. وشهد المؤتمر مشاركة واسعة من مختلف الدول العربية والعالمية، ونخبة من الخبراء والمتخصصين في مجال التدريب والتطوير.
وقال رئيس اتحاد منظمات التدريب والتنمية حلمي سلام، إن المؤتمر ناقش التحديات التي تواجه الكوادر الإدارية بالمؤسسات المختلفة، لاسيما أنه تميز بوجود مشاركة دولية واسعة من مختلف الدول العربية والعالمية، حيث شاركت أكثر من 20 دولة عربية وغربية في فعاليات المؤتمر. كما تميز المؤتمر بتنوع أوراق العمل التي تم تقديمها، والتي غطت مختلف جوانب التدريب والتطوير، بما في ذلك: التدريب الإلكتروني، التدريب القيادي، التدريب على المهارات الشخصية، التدريب التقني، والتدريب على ريادة الأعمال.

 التفكير والإبداع
ولفت سلام في حديثه لـ “البلاد” إلى أن المؤتمر ناقش موضوع “إعادة صياغة المستقبل من خلال التفكير والإبداع”. وركزت أوراق العمل على أهمية التفكير الإبداعي في مواجهة التحديات العالمية التي تواجهها المؤسسات في الوقت الحالي. كما ناقش المؤتمر كيفية الاستفادة من التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، في إعادة صياغة المستقبل وتحقيق النجاح.
وأشار إلى أن المناقشات تضمنت التغيرات العالمية، وقارن بين الهندسة الطبية للجسم البشري وبين جسم المؤسسة نفسها، والتشبيه هنا واضح ومثير، حيث ناقش المؤتمر التغيرات العالمية التي تواجهها المؤسسات في الوقت الحالي، وشرح كيفية استخدام مبادئ الهندسة الطبية في تحسين أداء المؤسسة، كما ناقش كيفية اختيار أثر التعليم والتدريب بمعايير علمية ومقاييس عملية.
تفاعل الأجيال
إلى ذلك، أكد رئيس جمعية البحرين للتدريب والتنمية أحمد البناء أهمية التفاهم والتفاعل بين الأجيال المختلفة داخل المؤسسات، وكيفية الاستفادة من مهارات الأجيال المختلفة لتحقيق أهداف المؤسسة، موضحا كيفية تهيئة بيئة عمل مناسبة للتعاون والتفاعل بين الأجيال المختلفة، ولفت إلى مجموعة من الأدوات والتقنيات التي يمكن استخدامها لقياس أثر التعليم والتدريب.
وقال البناء إن تأثير الذكاء الاصطناعي على الموارد البشرية، إيجابي لصالح الجيل “زد z” وهو الجيل الأحدث في المؤسسات حاليا، حيث يوجد الجيل الأسبق عليه، ويجب التفاعل بين الأجيال لإيجاد التواصل الفعال فيما بينها، ومواجهة التحديات التي ستواجه قطاع الأعمال والموارد البشرية نتيجة لذلك، مؤكدا أهمية الاستعداد للتغييرات التي سيحدثها الذكاء الاصطناعي، والاستفادة من فوائده في تحسين أداء الموارد البشرية.
وقال المدير التنفيذي لشركة انترميد، عبدالله الحامد، إن المؤتمر في نسخته الخمسين أثبت نجاحه الكبير في جمع نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجال التدريب والتطوير، ونقاش أهم الموضوعات المتعلقة بهذا المجال. كما أكد المؤتمر أهمية التفكير الإبداعي والتعاون بين الأجيال في إعادة صياغة المستقبل وتحقيق النجاح.
وأكد الحامد في حديثه لـ “البلاد” أن الذكاء الاصطناعي له تأثير كبير على الموارد البشرية ولكن بالإيجاب، ولن يهددها بالرحيل، حيث إنه بتطوير البشر في المؤسسات يمكنهم مضاعفة الإنتاجية، ما يضاعف أرباح الشركات بالتالي.
وشاركت مملكة البحرين بفاعلية في فعاليات المؤتمر، حيث حضر المؤتمر عدد كبير من المسؤولين البحرينيين السابقين، وذلك في إطار سعيها لتعزيز دورها كمركز إقليمي للتدريب والتطوير.