+A
A-

عبدالله السدحان والسينما في السعودية والخليج

لم ينف الفنان السعودي القدير عبدالله السدحان أن السينما الخليجية لا تزال خجولة مقارنة بالدول العربية والإقليمية واللاتينية، مشيراً إلى أن صُنّاعها في الخليج “ما بيدهم حيلة”، خصوصاً في ظل غياب المُموّل لهذه الصناعة.

وأوضح السدحان أنه ليس من النوع الذي يستعجل النجاح، بل يُفضّل “أكل العنب حبة حبة”، وألمح إلى أن إنتاج عمل واحد في السنة أو عملين - مصروف عليهما - أفضل من عشرات الأعمال المتواضعة.

وعن فيلمه الاخير “نورة” الذي تم عرضه في الدورة الثالثة لمهرجان “البحر الأحمر السينمائي” بمدينة جدة فقال في حوار مع الراي الكويتية: " الأصداء كانت جميلة في المهرجان فقط، لأنه لم يُعرض للجمهور في الدور السينمائية لغاية الآن، وأتوقع له النجاح بعد شهر رمضان المبارك إن شاء الله، حيث إن الفيلم يختلف عن الأعمال السينمائية السعودية المعتادة، كونه عملاً روائياً طويلاً.

وعن توقعاته للسينما السعودية في السنوات المقبلة فقال الفنان القدير: أنا مع المثل القائل: “أكل العنب حبة حبة”، فنحن لسنا على عجلة من أمرنا، والمسألة ليست بالكم بل بالكيف. لو قدمنا في السنة عملين، مصروف عليهما، ويتضمن كلاهما نصاً عميقاً وطرحاً جيداً من دون تكلّف، إلى جانب الأداء المتقن والإخراج المحترف، وبعيداً عن المحسوبيات، وقتها سيكون بالإمكان منافسة الكثير من الأعمال العربية والإقليمية والتركية وحتى اللاتينية. على الأقل نقدم أعمالاً مشوّقة، وأنا أُفضِّل دوماً الأفلام التي تكون من صناعة خيال المؤلف مما رآه وعاشه في هذه الحياة، بعيداً عن الأعمال الوثائقية والتاريخية التي تستعرض مسيرة الأبطال في العصور القديمة، فكل الشخصيات المهمة والمؤثرة درسنا تاريخها وعرفنا أمجادها، وما من داعٍ لترجمة بطولاتها سينمائياً، كما لو أننا نعيد سرد التاريخ نفسه في كل مرة.

وعن أعمال السير الذاتية بالطبع لا أؤيد هذه النوعية من الأعمال، لأن الشخصيات التاريخية أصبحت معروفة لدى الجميع، من خلال القراءة والمطالعة وسنوات الدراسة الطويلة، ومع ذلك فأنا أشجع على الأفلام التاريخية المستوحاة من خيال المؤلف، والتي تبدأ بأحداث جديدة وتختتم بنهايات معلّقة غير متوقعة وتكون سعيدة، حتى يتسنى لي كمشاهد الانسجام والاستمتاع بالمشاهدة.

وهل تستهويه أفلام الخيال العلمي، أو تلك التي تستلهم أفكارها من الذكاء الاصطناعي فقال: "أساساً أرى أن أفلام “هوليوود” الأخيرة التي تعتمد على “الغرافيك” و”الكروما” والمؤثرات التكنولوجية لم تكن بمستوى الأفلام الرائعة التي كنّا نشاهدها في السبعينات والثمانينات وحتى التسعينات من القرن الماضي. قد نحتاج إلى تقنية “الكروما” في بعض الأحيان، إلا أن “الغرافيك” والخدع البصرية وغيرها من المؤثرات أعتقد أنها أساءت إلى تلك الأعمال، فأنا كمشاهد يهمني أن أرى أفلاماً لأشخاص حقيقيين وبأحداث واقعية، ولست مع الاستخدام المفرط وغير المبرر للخدع والتقنيات", وعن رأيه عن السينما الخليجية فقال انها خجولة بسبب أن صنّاعها وأبطالها “ما بيدهم حيلة”. 

لابد أن يكون هناك ممول جريء لتقديم أعمال كبيرة، فليس بالضرورة أن تكون كل الأفلام المقدمة بدعم حكومي فقط، وإنما تحتاج السينما الخليجية إلى رأسمال من خارج المؤسسات الحكومية، لصناعة أفلام “صح” ذات رؤية واضحة ومن دون محسوبيات، فالفن والواسطات خطان لا يلتقيان عند نقطة النجاح، وإن تحققت تلك الأمنية فسيكون هناك مردود للشباك وحينها سيعود رأس المال بالربح على ذلك الممول، فنحن الآن في عصر “خذ وأعطي”.