العدد 5659
الجمعة 12 أبريل 2024
banner
العفو الملكي الشامل
الجمعة 12 أبريل 2024

صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، أصدر مرسوما ملكيا ساميا شاملا بالعفو عن عدد من المحكومين في قضايا الشغب والقضايا الجنائية. صدر العفو الملكي بمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالته مقاليد الحكم وتزامنا مع الاحتفالات بعيد الفطر المبارك. وبلغ عدد المشمولين بالعفو الملكي السامي 1584 محكوما، وبهذا فإن مملكة البحرين وبفضل مليكها العطوف الرؤوم تحتفل الآن بعيدين عظيمين هما عيد الفطر المبارك وعيد الاحتفال بالعفو عن المحكومين ووجودهم في هذه الأيام المباركة وسط عائلاتهم مع الآباء والأزواج والأبناء وكل الفريج.
وكما تعلمنا، ووفق مبادئ علم الإجرام، فإن العقوبة لمرتكب الجريمة تهدف إلى ردع المجرم نفسه من تكرار الجريمة، والابتعاد عنها، أو ردع الآخرين الذين يرون بأنفسهم ما حدث من عقوبة للمجرم ويبتعدون خوفا من العقوبة، أو العقوبة بهدف الإصلاح النفسي والتربية والتقويم للمجرم، وجعله يتعظ مما حدث له ويركض بعيدا من الجريمة بل وكل مسارح الجريمة أينما وجدت. ولهذا الآن تم استبدال كلمة “السجون” بكلمة “مراكز الإصلاح”.
والعقوبة مهما كانت خفيفة أو غليظة وبأي نوع حتى بالحبس أو السجن، الغرض منها وفي أصلها، أنها ليست للانتقام من الشخص وحرمانه من حريته الشخصية وحياته الطبيعية، بل تهدف لإصلاح المجرم وإعادة تأهيله حتى لا يكرر الفعل الإجرامي ويعود سالما معافى للبيت والمجتمع وكل من فيه. والله جل جلاله كرم الإنسان، وعلينا الامتثال لهذا بتكريم الإنسان والحفاظ على حقوقه المادية والمعنوية، والعفو عند المقدرة دليل على القوة وسمو الخلق وحسن المعاملة في جميع الأحوال.
وما قام به صاحب الجلالة بإصدار مرسوم ملكي سامٍ بالعفو الشامل عن هذا العدد الكبير من المحكومين، يمثل دلالة واضحة على الرغبة الملكية السامية في الإصلاح والتقويم وإعادة البناء للمحكومين، وهم من أبناء البلد وفلذات أكباده، ومنحهم الفرصة بالعفو الملكي يفتح الباب أمامهم لانتهاج طريق نظيف سليم يمكنهم من خدمة أنفسهم وخدمة كل المجتمع البحريني. 
ومن دون شك، هناك دور مهم للعديد من الجهات الرسمية التي قامت بدراسة كل حالة وإعداد التقارير المطلوبة لمن يستحق العفو. ونقول، وحتى يتحقق الهدف من النهج الملكي السامي بالعفو الشامل ولنكمل المشوار في الطريق السليم ولنترك الأثر الأكبر، على الجميع مساعدة كل من شملهم العفو في فتح صفحة جديدة بيضاء مليئة بالإيمان بالله ومليئة بالثقة في النفس.
وعلينا التأهب والاستعداد لتقديم ما يساعد كل من شملهم العفو الشامل وفتح أبواب العمل الشريف لهم، وهكذا تتم إضافة طاقات شبابية جديدة للعمل الجاد المخلص، وأكيد منهم المبدعون وأصحاب الأفكار الجميلة، ويدا بيد يتلاحم الجميع ويتحد الجميع، ويعمل الجميع يدا واحدة لرفعة البحرين وتقدمها. 
ونقولها صراحة، “وليس في الإمكان أحسن مما كان”، ونشكر جلالة الملك المعظم على هذه الأريحية العامرة بالحب والود لأبناء البحرين.. وأرى الفرحة والحبور في كل الوجوه الصغيرة والكبيرة، ولتدم هذه المشاعر الجميلة النبيلة بين جلالة الملك المعظم وشعبه الأصيل. وهكذا بمثل هذه الأفعال تتقدم الأمم والشعوب وترتقي للمعالي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية