العدد 5651
الخميس 04 أبريل 2024
banner
كسوة فرح
الخميس 04 أبريل 2024

مشروع رائع، بل وجبار تقوم عليه جمعية سعودية غير ربحية منذ نحو عشر سنوات، تحت اسم “كسوة فرح”، يشارك فيه أكثر من 20 ألف متطوع ومتطوعة، يوفر للأسر المتعففة كسوة كاملة للعيد، من خلال تبرعات الفائض من الملابس، والحقائب، والأحذية، والاكسسوارات بل وحتى ألعاب الأطفال.

فبدلاً من رمي الملابس وغيرها من المستلزمات، تتم إعادة تدوير استخدامها بعد أن يتم تنظيفها، وتعقيمها، وإصلاح التالف منها، لتقدم للأسر المتعففة بأفضل جودة ممكنة.

هذا المشروع الذي يبدأ منذ اليوم الأول من شهر رمضان من كل عام ويستمر في استقبال التبرعات حتى منتصف الشهر، يضرب بحجر أكثر من عصفور في ذات الوقت - كما نقول بالأمثال - إذ يوفر ما تحتاجه الأسر المعدومة أو الفقيرة المتعففة من كسوة للعيد، ويحقق الاستدامة في الثروات عبر الحد من إهدار الملابس وما يتبعها من مستلزمات الاستخدامات الشخصية، ويحقق التكافل بين أفراد المجتمع ويترجم المسؤولية الاجتماعية التي تقع على عاتقنا جميعاً، ناهيك عن تحقيق الهدف الأسمى وهو التبرع بما نحب امتثالاً لقوله تعالى: “لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون” (آل عمران 92). 

القصة الجميلة هذه تبدأ من استقبال التبرعات، وفرزها وتصنيفها حسب العمر، والجنس، ونوع وجودة القطع، ليبدأ المتطوعون تنظيفها، وإصلاح التالف منها، وتعقيمها، وتغليفها، وصفها في المعرض الخيري، الذي يتحول إلى ما يشبه السوق التجاري المجاني، لتأتي إليه الأسر المتعففة بعد ذلك، وتختار ما يناسبها وما يعجبها، بشكل يحفظ لها كرامتها.

والأجمال من ذلك، أن هذا المشروع يدخل الطمأنينة في قلوب أرباب الأسر المتعففة، بأن أطفالهم وعوائلهم سيجدون كسوة العيد التي تُدخل الفرحة إلى قلوبهم، شأنهم شأن الآخرين الذين يستقبلون العيد بملابس جديدة.

لا أن يحملوا هم كيف سيوفرون لأطفالهم وأهل بيتهم كسوة العيد. أتمنى أن نستنسخ هذا المشروع، وتتبنى وزارة التنمية أو حتى جمعية خيرية الفكرة، وتبدأ في جمع التبرعات التي ستزيح عن كاهل الأسر المتعففة هماً لا يعرف مرارته إلا من رأى دمعة طفل في يوم العيد.

ياسمينة: وبمثله، يمكن التبرع لضحايا الحروب. 
كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .