العدد 5637
الخميس 21 مارس 2024
banner
"بلوك" لوالدي
الخميس 21 مارس 2024

الأبناء والأحفاد الأعزاء.. بالرغم من محاولاتي المتكررة للاتصال بكم، عسى أن يرد علي أحد منكم في حال الضرورة، ولكن لا أحد منكم يرد أو يتصل للسؤال عني وعن صحتي وعن حالي.

عتبًا عليكم، فكيف يغمض لكم جفن ولا تسألون عن "أبوكم" وصحته وحاله؟ وأعجب من جفاكم لي، ألم تقرأوا قول الله تعالى (وبالوالدين إحسانًا) وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، وبالرغم من ذلك أسأل الله لكم التوفيق والخير والصلاح.. أبوكم.


رسالة وصلتني عبر الواتساب، وقد شملني هذا الأب مع قائمة مراسلاته، طالباً مني قراءة ما بعثه مراراً وتكراراً إلى أبنائه وبناته وأحفاده، دون أن تتحرك فيهم أية مشاعر تدفعهم لزيارته فضلاً عن مهاتفته.

الرسالة لم أنقحها وأحببت أن أنقلها دون أية تعديلات لغوية أو إملائية، لما تحمله من عبارات عفوية وكفيلة بأن تعبر عن مدى جحود الأبناء، ومدى حب الآباء لفلذات أكبادهم مهما أساءوا لهم، إذ ختمها بالدعاء لهم بالتوفيق والخير والصلاح، رغم أن بعضهم لم يسأل عنه منذ سنوات، وآخرين منذ أشهر طوال، وإن سأل عنه ابن أو حفيد كان بغرض هدف ومصلحة لما لهذا الأب من معارف ونفوذ! كثيراً ما يهاتفني هذا الأب وهو يبكي حرقة بأن لا أحد من أبنائه يسأل عنه، أو يبارك له بالأعياد أو الشهر الفضيل، وأنه يبقى طريح الفراش، حبيس الدار بحاجة إلى أدوية وعلاج ولا يجد منهم رداً على مكالماته، وكأني به يقول: "أنا مريض بهم، وعلاجي رؤيتهم"! أن تحظر مكالمات ورسائل شخص ما وتجعله "بلوك"، يعني أنك تشعر بالضيق من تواصله معك، وبأنك لا تريد معرفة أخباره لا التعيسة منها ولا السعيدة، لأنه باختصار شخص لا يهمك إن كان على قيد الحياة أو حتى غادرها.

وطبيعي أن يكون هذا الشخص غريباً عنك بل شخصاً غير مرغوب فيه، لكن أن يكون هذا الشخص والدك أو والدتك، فهو العجب العُجاب و"يا كبرها عند الله"!.

ياسمينة: بعد أن وزع تركته عليهم، يصرفون له راتباً شهرياً قدره "عشرين ديناراً"!

كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية