العدد 5630
الخميس 14 مارس 2024
banner
نعمتنا المهدورة
الخميس 14 مارس 2024

مخيفة تلك الأرقام التي تكشفها لنا إحصائيات جمعية حفظ النعمة، ومرعبة إن مثلت أمامنا مشاهد موت أهل غزة جوعى، بعد أن استشرت المجاعة بينهم.. أطفال يتضورن جوعاً، ويهلكون ولا يجدون حتى الخبز الجاف، فلجأوا إلى أعلاف الدواب ليسدوا ألم جوعهم! ونحن نهدر – في مملكة البحرين وحدها - خلال شهر رمضان المبارك نحو 600 ألف كيلوغرام من الأطعمة في اليوم الواحد! أي ما يعادل 18 مليون كيلوغرام من الأطعمة طوال شهر الله الكريم! موائدنا تفيض عن حاجتنا الفعلية للطعام، تشتهي النفس ما لا طاقة لها أصلاً في تناوله، حتى بات عند البعض شهر أطعمة لا شهر طاعة وعبادة! فهدر الطعام للشخص الواحد في البحرين وحدها يصل إلى 0.3 كيلوغرام يومياً، أي ما يعادل أكثر من 400 ألف كيلوغرام من الأطعمة المهدورة في اليوم الواحد فقط، فكم بذلك تصل كمية هدر الأطعمة في العالم إذا؟ وفي المقابل هناك مجاعة هنا وهناك جراء الفقر، والحروب والتجويع!

في البحرين وحدها، تصل قيمة هدر الطعام سنوياً إلى 95 مليون دينار بحريني، ويصل وزن تلك الأطعمة المهدورة إلى 146 ألف طن سنوياً! أليس من الأجدى أن تذهب هذه الملايين في أمور تعود بالنفع على الفرد بدلاً من أن يُلقى بتلك الدنانير في حاويات القمامة؟ أقسم أن الواحد منا لو طلب منه إلقاء دينار واحد وليس عشرة أو عشرين ديناراً في سلة المهملات لرفض، لكنه ومن غير أن يدرك يلقي العشرات من الدنانير في القمامة عندما يطبخ فوق حاجته، أو يشتري أطعمة لا يأكلها حتى يحين تاريخ انتهاء صلاحيتها، فتجد طريقها للحاوية، أو يطلب أطباقاً من المأكولات في المطاعم، ولا يأكل إلا ربعها! ولا يكترث بأن هناك من لا يجدون طبقاً واحداً ليأكلوه، وإن وجد اجتمع عليه أكثر من شخص. المعادلة الربانية واضحة (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا) (الأعراف 31)، فإن فاضت نعمتكم، وزعوها على المحتاجين، أو الجأوا إلى الجهات التي تتولى ذلك، كجمعية حفظ النعمة.

ياسمينة: كم سيطول حسابنا أمام الله؟

كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .