في شهر رمضان المعظم هناك عرف سائد عند العرب المسلمين، ألا وهو احترام قدسية وعظمة هذا الشهر الفضيل من قبل كل فئات المجتمع العربي، فالرجال والنساء من شيوخ وشباب وحتى الأطفال بالفطرة يعلمون أن هذا شهر له مكانته وعظمته عند أسرته ومجتمعه، حتى من كان بالأيام العادية غير سوي، تجده في غالب الأحيان يحترم رمضان ولا يجاهر بما يقوم به من أشياء غير سوية، وهذا من نعم رب العالمين علينا نحن المسلمين.

لكن هناك من يتعمد إبراز شذوذه وانحدار فكره وفلسفته بهذا الشهر الفضيل، متحديا الله عز وجل ومتحديا مجتمعه العربي المسلم المحافظ، ويبدو أن إبليس يعرف جيدا كيف يصطاد هؤلاء الشواذ ويسخرهم له للإخلال والإساءة لحرمة هذا الشهر الفضيل، والمسلسلات الدرامية الخليجية، بعضها طبعا، احترفت الشذوذ بكل ما تعنيه هذه الكلمة بأعمال لا تمت بصلة للأخلاق والدين والمجتمع العربي المحافظ، فالكاتب يبحث في قمامة الأخلاق الفاسدة عن قصة يدور محتواها حول كل ما هو قذر أعزكم الله لكي يقدمها أو تقدمها للمشاهدين بمسلسل درامي برمضان، والمخرج يبحث في بورصة النجاسة عن مشاهد يصر على إظهارها وإلصاقها بالمجتمع، وكأنه يقول هذا هو واقعكم الحقيقي، والممثلون يبذلون أقصى ما لديهم من طاقات لتجسيد الانحطاط حول هذه الشخصية أو تلك الشخصية، وبالتالي يقومون بإبراز وتصوير المجتمع المحافظ على أنه مجتمع شاذ ومنحط مع الأسف، وحينما يرى الأطفال أو الأحداث تلك الشخصيات والمشاهد والمحتوى، فإن رسالة الشذوذ التي يقوم بها هؤلاء من كتاب ومخرجين وممثلين تستقر في نفس وعقلية هؤلاء الأطفال والأحداث، إن لم يتدارك أولياء الأمور ذلك الأمر بتبيان شذوذ هذا المسلسل وكل من أعده ونفذه وأخرجه، لهذا علينا جميعا الجهر بشذوذ هذه الدراما وهذه المسلسلات والتشهير بها والتصدي لها.

كاتب سعودي متخصص في الإعلام السياسي