العدد 5635
الثلاثاء 19 مارس 2024
banner
د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
المسلسلات التراثية الخليجية
الثلاثاء 19 مارس 2024

من أخطر الأساليب التي تستخدمها الأجندات الخارجية لضرب الهوية الوطنية والعربية للمجتمع العربي، وتسويق هويتها وفلسفتها التغريبية، هي المواد التصويرية من أفلام ومسلسلات وتمثيليات وبرامج، وقد نجحت هذه الحملات مع الأسف في خلخلة المجتمع العربي، وحرضت على التفكك الأسري والانسلاخ عن القيم العربية المحافظة، ومع الأسف من قاد هذه الحملات هم بعض العرب، من ممثلين ومخرجين ومؤلفين وسيناريستات، حيث بحثوا عن الشهرة والمال على حساب قيم ومبادئ المجتمع العربي. وقد تم تمويل وبث مسلسلات وبرامج هابطة بكل معنى الكلمة، فيها تحريض على الانحلال ومسخ للتربية الأسرية والمجتمعية، وذلك من خلال قصص ومحتوى هذه المسلسلات وهذه الأفلام والبرامج، ومع الأسف فإن بعض من يسمون أنفسهم بالنقاد الفنيين، والفن الراقي والمحافظ لا يتشرف بهم، قاموا بالتطبيل وتسويق هذه المواد في كتاباتهم، نظير سفرة وإقامة و(دهان سير) مثلما نقول بالخليجي.


لكن بالمقابل، كانت هناك مسلسلات ومواد سينمائية حملت على عاتقها التصدي لمثل هذه المواد الرخيصة والهابطة، حيث ركزت في مجملها على الهوية الوطنية والقيم الأسرية والمجتمعية والتي تدور حول الماضي والتراث الخليجي والبساطة الخليجية التي لم تتأثر بالانحلال والتفكك والذي بدأت بوادره تظهر بيننا مع الأسف. ومع انتهاء جيل العمالقة الخليجيين ومسلسلاتهم التراثية كدرب الزلق وشحفان القطو وفايز التوش وطاش ما طاش وسوالف طفاش وجمعة في مهب الريح، والتي لن تنافسها أية مسلسلات قادمة بمحتواها ورقيها وممثليها، فإنه مع الأسف سيطرت التفاهة على المسلسلات والتمثيليات الخليجية لعقود، قبل أن تعود الدراما التراثية الراقية وتنافس من جديد الدراما الخليجية الهابطة. ولعل بعض الجهات الخليجية الإماراتية والبحرينية نموذج واضح للجهات التي دعمت وتدعم بقوة المسلسلات التراثية الجادة والراقية التي من شأنها ربط الماضي والتراث بنفوس الجيل الخليجي الجديد، لهذا نتمنى من الجهات الخليجية الممولة أن تدعم بكل قوة المسلسلات الخليجية التراثية.

كاتب سعودي متخصص في الإعلام السياسي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية