حكمت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى بالسجن المؤبد على 3 متهمين آسيويين وتغريم كل منهما مبلغ 10 آلاف دينار، وسجن 6 متهمين اخرين أحدهم بحريني الجنسية لمدة 15 سنة وتغريم كل منهما مبلغ 5 آلاف دينار، إثر قيامهم بحشو حبات البطاطس بالمواد المخدرة وتهريبها في حاوية خاصة بشحن الحوم الطازجة عبر المنفذ البحري، كما أمرت المحكمة بإبعادهم النهائي عن البلاد بعد تنفيذ العقوبة عدا المتهم الثامن.

وتشير التفاصيل إلى أنه أثناء ما كان ضابط الجمارك بإدارة المنافذ البحرية على واجب عمله بتمرير الشحنات عبر جهاز الأشعة لتفتيش محتوياتها أبصر بمقدمة إحدى الحاويات القادمة من إحدى الدول الآسيوية والتابعة لشركة لحوم طازجة وجود كمية من البطاطس أما في نهايتها توجد كثافة مما تعذر عليه رؤية محتوياتها فاشتبه بها وراودته الشكوك حولها نظرا لأن الشركة المعنية لا تطلب بشكل متكرر وإنما بوتيرة مرة واحدة كل 6 أشهر، علاوة على كون الشحنة مملوكة لشركة لحوم وان محتوياتها عبارة عن بطاطس، وعليه حولها لضابط الجمارك ليقوم بفتحها وتفتيشها، ومن جانبه فتح ضابط الجمارك بإدارة المنافذ البحرية الحاوية وتبين له وجود 6200 "خيشه" بطاطس، وبفتحها ثبت احتواؤها على بطاطس ملتفة وبها آثار حفر وبدخلها 203 كيس من مادة الحشيش المخدرة، وعدد 179 كيس من المؤثر العقلي "الشبو" مع وجود جهاز تعقب مثبت خارج الحاوية، وبدورهم أبلغوا إدارة مكافحة المخدرات عن الواقعة الذين تمكنوا من إلقاء القبض على متهمين أثناء حضورهم لاستلام الشحنة حيث أقر أحدهم بأنه الشحنة تعود إلى متهم آخر متورط معهم، كما استطاعوا القبض على المتهم الذي أنهى إجراءات تخليص الشحنة.

وبعمل التحريات المكثفة عن الواقعة وبالاستعانة بالمصادر السرية ثبت قيام المتهم المتورط معهم باستيراد وتهريب المواد المخدرة للبلاد، وعليه استصدرت إدارة مكافحة المخدرات إذنا من النيابة العامة للقبض عليه وتفتيشه وتفتيش مسكنه، وفور وصولهم شاهدوا المتهم وهو بحالة توتر ويقوم بتحميل أمتعته بداخل مركبة من نوع "بيك آب" تمهيد للهروب ومغادرة البلاد، فقبضوا عليه وأحالوه لإدارة مكافحة المخدرات.

وكما أسفرت التحريات التي أجريت بوجود متهم سابع يعاون باقي المتهمين في استيراد المواد المخدرة فتم التعرف على هويته وإلقاء القبض عليه، وبتفتيش مسكنه تمكنوا من العثور على مبلغ 1187 دينارا إلى جانب مبالغ أخرى خليجية وآسيوية، وتوصلت التحريات بأن الواقعة تتمثل في كون أن المتهمين البالغ عددهم 9 بالعمل ضمن شبكة تستورد كميات من المواد المخدرة للبلاد عن طريق تهريبها بطرق فنية واحترافية بهدف ترويجها، حيث إن المتهم الأول يترأس الشبكة ويقوم بالتنسيق مع المتهم الثاني بترتيب عمليات حشو المواد المخدرة ويقوم بتسليمها للمتهم الثالث (شقيقه) لترويجها بمساعدة آخرين، وان أحد العاملين في الشبكة يستغل وظيفته كمخلص جمركي، وان المتهمان الذين حضروا لتسلم الشحنة هم على علم تام باحتواء الشحنة على المواد المخدرة وهما من يتوليان عملية تسليمها وتخبئه البضاعة، وقد دلت التحريات إلى أنه سبق وأن تمكنت الشبكة إدخال المواد المخدرة للبلاد بذات الطريقة.