البُنى التحتية التي غالباً ما تُطلق على أنظمة الطرقات والقطارات وشبكات المياه والهاتف والكهرباء والصرف الصحي والخدمات الضرورية الملموسة التي تقوم الجهات الرسمية بتوفيرها للمواطنين مثل الخدمات الصحية والتعليمية والإسكانية والقضائية والأمنية وغيرها، تزايدت أهميتها في الآونة الأخيرة كونها تخدم مختلف فئات المواطنين في الأحياء والقُرى والمُدن بتفرعها إلى بُنى تحتية ناعمة وصلبة، والتي تُعنى فيها الأولى بتوفير الخدمات الصحية والتعليمية والقضائية والاقتصادية، والأخرى ببناء الطرق السريعة والجسور، فيما هناك بُنى تحتية حسّاسة لمنشآت المساكن والصحة العامة والزراعة، وأخرى تقنية لمعدات نظم الشبكات والاتصالات المحلية والخارجية بما يُسهم بطريقة أو بأخرى في النهوض بالمجتمع وإضفاء الحيوية الاقتصادية على شتى مجالات الأعمال اليومية المُعاشة. وتأتي سلسلة الإنجازات التي تُشرف على تنفيذها وزارة الأشغال محلّ تقدير من المواطن والمقيم ضمن حزمة المشاريع الاستراتيجية والإنشاءات المُخططة التي أحدثت نقلة نوعية في عملية تحويل القطاعات الخدمية إلى مُنظم بدلاً من مُشغل، وتسهيل دوران العملية الاجتماعية التي قطعت فيها الوزارة المذكورة أشواطاً ملموسة في نواحي التطوير والتحديث للبُنى التحتية، بما يُلبي الاحتياجات الرئيسة ويُقدّم أفضل الخدمات المتواكبة مع متطلبات الاستدامة في عموم المملكة دونما تباطؤ كما هو واقع مع منطقة "العكر" التي حُرمت من مشروعات التطوير الشاملة بعدما رُصد لها نحو (2.8) مليون دينار قبل عامين ونيّف (منتصف أغسطس 2022م)!
نافلة:
قرية "العكر" التي تقع في محافظة العاصمة ويحدّها البحر من الشمال والشرق وتنقسم إلى منطقة شرقية وغربية، هي واحدة من القرى البحرينية الصغيرة (مساحتها 0.385 كيلومتر مربع تقريباً) التي مازالت خارج الأولويات منذ سبيعنات القرن الماضي – حسبما أشار الأهالي – ولاسيّما معاناتهم مع اهتراء البنية التحتية للشوارع والمداخل والطرقات غير السالكة خلال تساقط الأمطار وضعف شبكة الصرف الصحي، ويأملون من المعنيين الإسراع في تأهيل شوارعها وطرقاتها وسفلتتها ووضع المرتفعات للحدّ من السرعة عليها وإنشاء الممرات وإنارتها والأرصفة وتشجيرها، وكذلك إعادة البتّ في مشروع إنشاء مرفأ لصيادي القرية وتصنيف طرقات قسمها الشرقي تجارياً، والعمل على تأهيل مدرسة المعامير لتخدم منطقتي العكر والنويدرات، علاوة على تكثيف الجهود للحدّ من ظاهرة سكن العمالة الأجنبية التي تزايدت وسط القرية، وتذليل معوقات طلبات تصاريح جمع المال لدعم الأسر المعُوزة، إلى جانب توسيع حديقة القرية واحتواء شبابها في نادٍ يحتوي طاقاتهم ومهاراتهم الرياضية.

كاتب وأكاديمي بحريني