العدد 5618
السبت 02 مارس 2024
banner
أذانُ "الآسيويين" الرّكيك!
السبت 02 مارس 2024


كيفما يُبدع الباري سبحانه في خلق عباده، شرّع لهم من الأحكام ما يحفظون به دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم ومالهم وعقلهم و.. إلخ، ويُنظمون فيه حياتهم الدينية والدنيوية، ففيها ما يُصلح شأنهم في معاشهم ويُنجيهم في معادهم إلى حيث ينعدم النظام بدونها ويختلّ ميزان استقرار الحياة عنها بما لا بُدّ منها في قيام مصالح الدين والدنيا التي إذا ما فُقدت لم تجرِ مصالح العباد على استقامة حتى تحلّ المفاسد وتكثُر المهارج وتزول النّعم ويعود الخسران المبين بعيداً عمّا يُلبي النزعة الإنسانية والحاجة الفطرية التي تدفع لعبادة الإله الواحد، سيّما في أوقات فراغها الروحي الذي يمدّ بالوجدان وينعم بالضمير ويُقوّي نوازع الخير ويُشحن بعناصر الفضيلة ويُوثّق بعوامل الطمأنينة قبَال الطُغيان المادي النفعي المقيت. ومن أجل حِفظ الدين الحنيف، سخرّ ذو العزة والجلالة لعباده مجموعةً من الشعائر ما جعلها أساساً لبُنيانه كي يُحافظوا على دينهم كالقرآن الكريم وصوم رمضان وإيتاء الزكاة وحجّ البيت، فضلاً عن فريضة الصلاة التي حَفِظَتْ الدّين بالأذان خمس مرات في اليوم، ومؤقتة له بأوقات تُعلم بدخول أوقاتها المفروضة إلى حيث لا يجوز فعلُها قبل دخول وقتها، سيّما وأنّ كثيراً من الناس فَقَدَ انتباه دخول وقتها حتى شُرّعَ الأذان إعلامًا بوقتها وفق اشتراطات لا يصح من الكافر إقامته، ولا من الصبي غيرِ المُميز رفعه، ولا للمرأة إعلانه، والعلم المتغير بأوقاته، وترتيب كلماته والمتابعة بينها. والأهم في ذلك إجادة لفظه العربي بنطقه السليم الصحيح وبُعده عن التطويل والتلحين.

نافلة:
يأتي صُدور كادر الأئمة والمؤذنين عن وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف مؤخراً، واحداً من القرارات المهمة التي ترتقي بالمتطلبات الدينية وتُطوّر العمل المسجدي، خصوصاً ما يتعلق بالضوابط والاشتراطات التي تُنظم بحرنة وظيفة المؤذن بعد أنْ فاقت أعداد الوافدين الـ (270) مؤذناً في حين أثبتت الكفاءات البحرينية جدارتها في تولي إمامة المصلين ورفع الأذان. وهذا ما بات لِزَاماً على المسؤولين المحترمين في وزارة العدل الاستمرار في خطة تسكين البحريني بعد أنْ طفتْ إلى السطح مُسبّباتها في المؤذن الأعجمي – الآسيوي مثالاً - الذي لا تتجانس أحرف اللغة على لسانه، وتتفاقم الزعجة في صوته، وتتعالى الصخبة في صداه. علاوة على صعوبة تواصله مع المصلين بقراءته الركيكة و(لَكْنّتِهِ) الدخيلة؛ لعلة عدم اتقانه اللغة العربية.

 
كاتب وأكاديمي بحريني
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية