تحقيق أهداف "الصحة للجميع" منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي، واستمرار تقديم الخدمات الصحية الشاملة للمواطنين والمقيمين في مملكة البحرين التي باتت من الدول الرائدة في هذا المجال؛ جاء بفضل ما حققته من إنجازات طوال نهضتها المشهودة وما حظيت به من اهتمام بالغ ضمن أولويات برامجها التنموية التي تسعى فيها لتوفير تلك الخدمات وفق جودة وتنظيم مستدام، لاسيّما بعد تأسيس الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية (NHRA) عام 2009م التي تعمل على تطوير الرعاية الصحية وضمان الملاءمة والاستمرارية والكفاءة والسلامة في تقديم الخدمات الصحية والترخيص للمرافق العلاجية والوقائية في القطاعين الحكومي والخاص. إلى جانب ذلك، تأتي مواقف السيارات واحدة من أكبر التحديات التي تواجه مصممي مباني الخدمات العلاجية والرعاية الطبية بعد أنْ تشكلّت كأزمة حقيقية ترتبت عليها ازدحامات مرورية خانقة وتأخير في المواعيد وانعكاسات غير محمودة العواقب على الاقتصاد والصحة وغيرها، لمّا غدت في "قلتها" مفتاحا للازدحامات والمخالفات التي باتت تؤرق المرضى والمراجعين، ولاسيّما كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة الذين لا يمكنهم السير على الأقدام مسافات بعيدة، باعتبار توفيرها حقا لكل منهم، مريضاً كان أو مراجعاً، بأنْ تتوفر له المواقف الكافية واللائقة والقريبة من الخدمات التي يحتاجها بصورة مجانية أو برسم رمزي في أكثر من (20) مركزا صحيا وعيادة علاجية موزعة على المحافظات الأربع.

نافلة:
كان وقعُ "البشارة" على مرتادي مركز جابر الصباح الصحي بمنطقة باربار كبيراً بعد حديث وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني آنذاك في منتصف مايو 2022م عن إعداد هيئتها المعنية بالتخطيط والتطوير العمراني مقترحاً لتخصيص مواقف سيارات لخدمة مرتادي المركز الصحي بعد موافقة مجلس الوزراء على المساحة البالغة بالتقريب (2000) متر مربع، إلا أنّه وبعد سنتين ونيّف لا يزال المنظر الغالب للسيارات المركونة على جانبي الطريق وأرصفة المركز الخارجية والمساحات البعيدة نسبياً عن المركز.
وهو ما يستدعي تضافر الجهود (عاجلاً) بين المعنيين في وزارتي الصحة والأشغال للشروع في تنفيذ المواقف المُخصصة من أجل تسهيل الحركة المرورية وتجنّب الازدحامات ومخاطر عبور المشاة – خصوصاً على ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن - من وإلى المركز الذي يقدّم خدماته العلاجية لنحو (50) ألف نسمة في أكثر من (45) مجمعاً سكنياً على مدار (24) ساعة. 

كاتب وأكاديمي بحريني