العدد 5590
السبت 03 فبراير 2024
banner
مِنْ نافذة السيارة!
السبت 03 فبراير 2024


كثيراً ما يميلُ مستخدمو الطريق وفق أحدث الدراسات إلى الالتزام بقواعد السير بشكل أكبر في حال اقترن عدم التزامهم بها بالعقوبات الصارمة عليهم؛ لذلك القيادة فوق السرعة المُقرّرة أو تحت تأثير الكحول أو إهمال أنظمة السلامة أو اللامُبالة أثناء القيادة أو ضعف البُنية التحتيّة الآمنة للطرقات أو خلو المركبات من أنظمة الحماية أو سوء تطبيق سلطة القوانين الرادعة وعدم الامتثال لقوانين السير وغيرها، تُعدّ – مثالاً لا حصراً - من الأسباب الرئيسة للحوادث التي تتنوع ما بين التجاوُزات الخاطئة وحوادث الدهس والسرعة الزائدة والفرامل الرديئة وقلة اللافتات المُوجهة وفقدان السيطرة على العربة وانفجار إطاراتها والتوقف المفاجئ، فضلاً عن سوء استخدام الشواخص التحذيريّة والعلامات الإرشادية.
تبدو القواعد القانونية الخاصة بحركة السير دولياً، جزءا أساسيا من نظام النقل على أقسام الطريق، وهذا ما يُؤكد بوضوح أنّ الأمان لمستخدمي الطريق من السيارات والحافلات والمشاة مطلوب بإلحاح في جميع الأنظمة المرورية، ولاسيما لفئة الأطفال التي تؤكد تشريعاتها في لوائحها ونصوصها أولوية إجلاسهم في المقعد المخصص أثناء القيادة بما يتناسب مع أعمارهم وحجمهم واحتياجاتهم التنموية التي تقلّل من احتمالية إصابتهم عند وقوع الحوادث المرورية بعد أنْ فاقت وفياتهم السنوية 40 % عالمياً.

نافلة:
قائد المركبة الذي يصطحب أطفالاً أو ينقل صغاراً – سواء كان ولي الأمر أو سائق حافلة المدرسة أو سوّاق العائلة أو جوّال الأجرة المتنقل أو.. إلخ – عليه أولاً وقبل كل شيء، الالتزام الصارم بقواعد السلامة المرورية العامة، وفي مقدمتها استخدام حزام الأمان لهم واختبار مقعد السلامة المناسب لوزنهم في حالة كونه رضيعاً، في كلّ تنّقل بغض النظر عن مسافة البعد وسرعة المركبة، خصوصاً مع تحسّن حالة الطقس وانخفاض درجات الحرارة التي يعمد فيها غالبية قوّاد السيارات إلى فتح نوافذها، وهي الفرصة الثمينة التي ينتهزها الأطفال لإخراج أيديهم أو ذِرَاعيهم أو رؤوسهم أو أيّ جزء من أجسامهم من خلال نافذة السيارة أو فتحة سقفها أثناء سير المركبة، مّا يُعرّضهم لخطر الارتطام والتعرّض للإصابات المؤدية للوفاة عند الانقذاف خارج السيارة أو أسفلها حال وقوع الحادث أو في حالة الوقوف المفاجئ أو الانعطاف الحادّ أو الانقلاب المتدحرج جرّاء السرعة، وهو ما يُحوّل هذا المشوار القريب أو تلك الرحلة القصيرة إلى تجربة سيئة وحدث مُحزن!.

كاتب وأكاديمي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .