العدد 5624
الجمعة 08 مارس 2024
banner
د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
التصدي لتجارة الأطفال إعلاميا
الجمعة 08 مارس 2024

لابد من الجهر وإعلاء أصوات كل من يدافع عن الهوية المجتمعية والوطنية في بلادنا العربية بخصوص قضية استغلال الأطفال وبراءتهم وطفولتهم وعفويتهم من أجل هدف غير سوي ولا يمت للإنسانية بشيء، وهو الكسب المادي أو حتى لزيادة المتابعين والرصيد الإعلامي، ثم لاحقا الكسب المادي. ومع الأسف فإن جل من يقوم بهذه التصرفات والسلوكيات غير الأخلاقية وهذا الكسب المادي غير الشريف هم بعض الشاذين في مجتمعنا العربي المحافظ، والذين لم يراعوا الهوية والأخلاق والتربية السوية للأسر العربية المحافظة، والمتمسكة بكل ما هو أخلاقي وإنساني في التربية الأسرية.

وسبب هذه التصرفات الشاذة ظهور ما يسمى بالإعلام الجديد أو وسائل الإعلام التفاعلي ومنصاتها، خصوصا السناب شات والإنستغرام والتيك توك، وحيث سهولة استخدام هذه المنصات من قبل كل من هب ودب، فمن الطبيعي أن تفرز هذه المنصات تصرفات مشينة وغير سوية كقيام بعض الأسر باستغلال أطفالها الصغار لهذه الأهداف المادية والشهرة الإعلامية. فهذه الأسر تقوم بتصوير أطفالها وبأوضاع تنتهك طفولتهم وبث هذه المقاطع والتي قد تحتوي أيضا على مواد غير أخلاقية وسلوكيات شاذة يقوم بها الأطفال من أجل ترويج حسابات هذه المنصات وزيادة الرصيد الإعلامي من أجل إغراء الشركات بقيام أطفالهم لتسويق منتجاتهم، في انتهاك واضح للعيان لبراءة وعفوية الأطفال، وزرع قيم ومبادئ شاذة في نفوس هؤلاء الأطفال سينتهجها بالتأكيد أقرانهم من المتابعين لهذه المقاطع. وهذا بالطبع خرق للفلسفة الأخلاقية المحافظة للمجتمع العربي.

لكن علينا نحن جميعا مسؤولية وطنية أولا ومسؤولية إنسانية بالتصدي لهذه الأسر وتصرفاتها المشينة هذه. فمثلا يجب على مجالس الشورى والبرلمانات العربية سن تشريعات وعقوبات واضحة تستهدف من يقوم بهذه التصرفات الشاذة. وأيضا على شرائح المجتمع العربي من إعلاميين وتربويين ووعاظ ومفكرين وناشطين في مجال الهوية والمجتمع العمل كل في مجاله للتصدي لهذا الشذوذ الأسري وسن تشريعات تحمي الأطفال وتحمي المجتمع من تلك الظواهر وتلك الأسر التي تقوم بهذا العمل المشين.

كاتب سعودي متخصص في الإعلام السياسي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .