العدد 5616
الخميس 29 فبراير 2024
banner
د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
أهلا بك يا أردوغان
الخميس 29 فبراير 2024

في بداية الأمر حاول الإخوان تسويق شخصية المقبور الخميني كزعيم إسلامي يستطيعون معه الإطاحة بالأنظمة العربية وجعله رمزا للعرب، لكنهم فشلوا نظرا لاختلاف المذهب، بعدها لجأوا إلى تسويق تركيا وزعيمها أردوغان للمجتمع العربي وصوروه على أنه الزعيم الإسلامي الأوحد، وأن تجربته في تركيا للنهوض بها كدولة عظمى تجعله رمزا وأسطورة للعرب جميعا، بالتزامن مع تشويه صورة الحكام العرب والأنظمة العربية، ولم يكتف الإخوان بذلك بل صوروا العرب كلهم عن بكرة أبيهم بأنهم ينتظرون اللحظة التي تقوم فيها تركيا (باستعادة أراضيها وأمجادها التي نزعها منها الغرب بالعالم العربي)، مع رفضي الكامل لهذه الجملة، ومع الأسف صدق حزب العدالة والتنمية تلك الصورة التي رسمها الإخوان لهم، وبدأ حزب العدالة والتنمية سياسة ضد الدول العربية ما كان لها أن تكون من دولة شقيقة مسلمة وجارة تربطنا بها صلات وقيم إسلامية، وكان من نتيجة تصديق حزب العدالة والتنمية أن العلاقات التركية العربية شهدت توترات وحملات سياسية وإعلامية واقتصادية وفكرية ومجتمعية، زادت من الكراهية بين الشعب العربي والتركي بسبب الإخوان المسلمين وهدفهم الخبيث.
وبعد سقوط مؤامرة الربيع العربي والصعود الكبير للسعودية على المستوى الاقتصادي والسياسي وصمود مصر ونجاتها من مؤامرة الربيع العربي،  وبعد اتفاق العلا وإعادة العلاقات الخليجية، أدرك الرئيس أردوغان أن مصلحة تركيا هي مع شقيقاتها لا مع مجموعة منبوذة عربيا مهمتها بيع وطنها وأرادت توريط تركيا بصراع مع العرب، لهذا جاء قرار أردوغان ببدء صفحة جديدة مع العرب، يكون التعاون والمصلحة المتبادلة عنوانها، وعليه مد الرئيس أردوغان يده للعرب، ورد العرب التحية بأحسن منها واستقبلته الإمارات والسعودية ومصر استقبال الأخ العزيز، لتبدأ أنقرة إجراءات ضد الإخوان كان آخرها سحب الجنسية التركية من نائب المرشد ومنع التحريض والإساءات والحملات الإخوانية من تركيا ضد العرب، في رسالة تركية لنا نحن العرب مفادها أن تركيا والعرب هم الباقون وأن الإخوان سيذهبون مطرودين أينما حلوا. فأهلا بك يا فخامة الرئيس أردوغان يا رمز تركيا بعد طرد الإخوان بكل ذلة.

كاتب سعودي متخصص في الإعلام السياسي
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية