المجتمع العربي من بحر العرب حتى المحيط الأطلسي فيه شرائح محافظة ومتمسكة بالقيم الدينية الإسلامية والإنسانية والأخلاقية، لكن هناك شريحة شاذة تعتبر بيئة خصبة وحاضنة لما يقوم به مهرجو السوشال ميديا. وبالتأكيد هناك علاقة وطيدة وعلاقة وثيقة ما بين المحتوى الساقط والغبي والمقزز والتافه وغير الأخلاقي وغير الإنساني لمهرجي وجواري السوشال ميديا، وما بين انتشار كل الآفات السلوكية الشاذة التي ذكرناها بالمجتمع، بل وانتشارها وتأثيرها على بقية الشرائح العربية المحافظة؟
ولتوضيح هذا التأثير وهذه العلاقة بشكل مبسط بين محتوى المهرجين والجواري على شرائح المجتمع العربي، نقول إن المهرجين عندما يبثون محتواهم، فإن هذا المحتوى الشاذ تعبير وإن كان غير مباشر وغير ملاحظ من قبل المتلقي، نقول هو تعبير عن شخصية وفلسفة وتربية هذا المهرج وطريقة تفكيره ونظرته وما يريده. بمعنى أدق هو: أن كل هؤلاء المهرجين لا تجد فيهم واحدا نابغة أو متميزا بالطب أو الفلك أو البرمجيات أو الأحياء أو الجيولوجيا أو الهندسة أو التعليم أو العلوم الإنسانية، بل ليس فيهم أحد برع أو تميز برياضة ما كلاعب كرة أو حصل على ميدالية بألعاب القوى أو الفروسية.. إلخ، ولا يملكون حتى أدنى مقومات القيم المحافظة أو القيم الوطنية. ولكم أن تتأكدوا وتنظروا إلى سيرة كل مهرج وكل جارية وستجدون أن ليس لهم أدنى تميز أو نبوغ بكل العلوم أو الرياضات أو حتى الهوايات الراقية التي تحقق للبلد رفعة ومنفعة، ويتفاخر فيها المجتمع العربي لدى الشعوب الأخرى. وبالتالي حينما تجد أشخاصا لا سيرة لهم ولا نفع ولا مفخرة، فإنه من الطبيعي أن يخرج مهرجون بمحتوى ساقط وغبي ومقزز، ليكونوا قدوة لفاشلين مثلهم من بعض شرائح المجتمع. وهؤلاء هم الشريحة الداعمة لهؤلاء المهرجين والجواري. لهذا علينا أن نتصدى جميعا لكل هؤلاء الفاشلين علميا وأخلاقيا ومجتمعيا من مهرجي وجواري السوشال ميديا.
كاتب سعودي متخصص في الإعلام السياسي