العدد 5622
الأربعاء 06 مارس 2024
banner
السعادة لا تُدرس
الأربعاء 06 مارس 2024


يعيش الكثير من الأشخاص طوال مسيرة حياتهم وهم يبحثون عن السعادة حتى يدركها البعض، والبعض الآخر حتى لا يسأل نفسه ما إذا كان يعيش بسعادة أم أن السعادة لم تزره في يوم ما، وفي الحديث حول هذا الموضوع قد يكثر الجدال حول تعريف السعادة وماهيتها وكيف أن الأشخاص مختلفون في نظرتهم للسعادة واستشعارها، بل وحتى الإيمان بها، ومن خلال (علم النفس، يُعرف مفهوم السعادة على أنه حالة عاطفية إيجابية، وشعور بالرفاهية، وجانب أساسي من الصحة العقلية للفرد والرضا عن الحياة بشكل عام)، وتعتبر مظهرا من مظاهر الصحة النفسية، إلا أنها لا تعتبر بصورة مطلقة كأساس للصحة النفسية، وذلك لأن الصحة النفسية تتطلب تحقيق المعادلة بين السواء واللاسواء في ظل الظروف المتغيرة. 
لاحظنا في الآونة الأخيرة شيوع مصطلح السعادة الذي أصبح يستخدم باستسهال أحياناً، خصوصا عندما يتم إطلاق ورش عمل تحت مسميات تدريس السعادة، جاء مصطلح السعادة كأحد المصطلحات المهمة جدا في علم النفس الإيجابي إلا أن هناك الكثير من الآراء والانتقادات المعارضة لهذا المفهوم، خصوصا من قبل أصحاب مدارس علم النفس المرضي والتحليل النفسي. 
في ظل الضغوطات وحالة التوتر التي يعيشها الفرد خلال يومه نراهن على أهمية أن تكون هناك ممارسات سعيدة في حياة الأفراد وبصورة دائمة لتحقيق حالة من التوازن، إلا أن المتخصصين في مجال علم النفس يؤكدون أن السعادة لا تنبني في تلك الذات المشوهة من الداخل والتي تحمل الكثير من التناقضات وعلل الماضي، فلعل سعادتك تتحقق بمظهر بسيط جدا يحسن مزاجك قد يتمثل في سماع الموسيقى أو ممارسة الرياضة أو الحديث مع الأصدقاء أو في العزلة الإيجابية.

كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية