في كل مرة أصاب فيها بنزلة برد أو صداع أو غيره أشعر بمدى ضعف الإنسان وقلة حيلته أمام أمور غير مرئية، كفيروس، أو “لفحة هواء”، أو ارتفاع ضغط دم، أو حتى تلك الأسقام الكبيرة التي تحدث بلا أية مقدمات، والحقيقة أن الإنسان يحتاج بين الفينة والأخرى أن يراجع الدرس مليا، فلا صحة دائمة ولا جمال ولا مال إلا لمن رحم ربي، ونسأل الله أن نكون وإياكم ممن تحصلوا على متعة الدنيا والآخرة.
يعتقد البعض أن المرض درس للإنسان للانتباه إلى صحته ومؤشر مهم لاعتلال الجسد، إلا أنني أرى في المرض ما هو أكبر من ذلك بكثير، فالمرض يرق من قلبك ويجعلك تنظر للأمور من قالب مختلف، بل قد يكون أحيانا مؤشرا للانتباه والاهتمام بمن حولك، ويستطيع كل منا على حدة أن يراقب نفسه أثناء مرضه، ويتابع تصرفاته في تلك الفترة، سيجد أمامه إنسانا مختلفا كليا عما هو عليه في فترة الصحة والعافية، وقد يكون ذلك مرشدا حقيقيا لمن يتعظ ويراقب نفسه باستمرار ويحاول أن يحسنها ويطورها.
هي دعوة مني لك بأن تتعامل مع دور الزكام أو ارتفاع ضغط الدم أو دور كورونا أو غيرها من الأمور على أنها جاءت لترشدك وتهذبك وتدير رأسك لما هو مهم فعلا، وما هو جدير بالمتابعة، ليس في موضوع الصحة فقط، بل في كل مواقف حياتك، فلا تدع الدرس يمر دون فهمه واقتناص فرصته والاهتمام به والخروج منه بالعبر المستفادة.
* كاتبة وأكاديمية بحرينية