+A
A-

بايدن يقول إن إسرائيل ستوقف "أنشطتها" في غزة خلال شهر رمضان

انتعش الأمل في التوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس مرة أخرى الثلاثاء، مع احتمال وقف اسرائيل لهجومها في غزة اعتباراً من الاسبوع القادم وخلال شهر رمضان في إطار اتفاق لوقف لإطلاق النار يجري التفاوض بشأنه، على ما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، بعد نحو خمسة أشهر من اندلاع الحرب.

وتحاول مصر وقطر والولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى التفاوض على وقف إطلاق نار جديد بين إسرائيل وحماس منذ عدة أسابيع.

وفي هذه المنطقة المدمرة والتي تواجه أزمة إنسانية، فإن 2,2 مليون شخص، وفقًا للأمم المتحدة، أي الغالبية العظمى من السكان، مهددون بالمجاعة.

يأمل الوسطاء في التوصل إلى وقف القتال قبل شهر رمضان الذي يبدأ هذا العام في 10 أو 11 آذار/مارس، لكن الجانبين رفضا التوصل إلى تسوية حتى الآن.

وتطالب حماس بشكل خاص بوقف نهائي لإطلاق النار قبل التوصل إلى أي اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن.

من جانبها، تقول إسرائيل إن الهدنة يجب أن تكون مصحوبة بالإفراج عن جميع الرهائن ولن تعني نهاية الحرب، وتعتهدت الاستمرار حتى القضاء التام على حماس.

وقال بايدن خلال مقابلة مع برنامج الفكاهي سيث مايرز على شبكة إن بي سي الأميركية إن شهر "رمضان يقترب وكان هناك اتفاق بين الإسرائيليين على عدم الانخراط في أنشطة خلال شهر رمضان من أجل إعطائنا الوقت لإخراج جميع الرهائن" المحتجزين لدى حركة حماس.

ويشعر المجتمع الدولي بالقلق بشكل خاص إزاء العواقب الكارثية المحتملة للهجوم البري القادم الذي أعلنته إسرائيل على مدينة رفح المكتظة بالسكان، في جنوب غزة، والتي لجأ إليها ما نحو 1,5 مليون شخص، وفقا للأمم المتحدة.

لم ننته بعد

قال الرئيس الأميركي الاثنين أثناء زيارة إلى نيويورك "آمل أنه بحلول الاثنين المقبل سيكون هناك وقف لإطلاق النار". وأضاف أن "مستشاري للأمن القومي يقول لي إننا قريبون، نحن قريبون، ولم ننته بعد".

وقال مسؤول إسرائيلي فضل عدم الكشف عن اسمه لموقع "واي نت" الإخباري إن "الاتجاه إيجابي".

أعلنت الرئاسة الفرنسية أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي أدت بلاده دور الوساطة الرئيسي في حرب غزة، يبدأ الثلاثاء زيارة دولة تستغرق يومين إلى باريس.

وكان الأمير قد التقى اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية في الدوحة وناقشا الجهود "الهادفة للتوصل لاتفاق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة"، بحسب وكالة الأنباء القطرية الرسمية.

إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أكد التجهيز للعملية العسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، والتي ستجعل إسرائيل "على بعد أسابيع" من تحقيق "نصر كامل".

وأكد الأحد أن الهدنة لن تؤدي إلا إلى "تأخير" هذا الهجوم، مشيرا إلى إمكانية إجلاء المدنيين "شمال رفح" خارج مناطق الحرب.

ومع ذلك، لا يزال القتال مستمراً في خان يونس، على بعد بضعة كيلومترات شمال رفح.

وأعلن الجيش الثلاثاء أنه ينفذ أيضًا "عمليات مستهدفة" في وسط القطاع وكذلك في الزيتون في الشمال، حيث عثر الجنود على نفق لحماس يضم مصنعًا للأسلحة.

واستهدفت 52 ضربة إسرائيلية مناطق الزيتون وخان يونس ورفح خلال الليل، بحسب المكتب الاعلامي لحركة حماس.

واظهرت صور لوكالة فرانس برس، الناجين وهم يبحثون بين أنقاض منزل تعرض للقصف صباح الثلاثاء.

وقال مالك المنزل خالد الزطمة "يقولون إن رفح آمنة، انظروا إلى السلام الذي حل علينا".

ويؤكد نتانياهو أن رفح هي "المعقل الأخير" لحماس، بعد أربعة أشهر من بدء الهجوم البري الذي بدأ في 27 تشرين الأول/أكتوبر في شمال غزة ثم امتد تدريجياً إلى الجنوب.

جوعى

تعهّدت إسرائيل "القضاء" على حماس التي تحكم غزة منذ 2007 وتُصنّفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "منظّمة إرهابية". وتردّ إسرائيل على الهجوم بقصف مدمّر على قطاع غزّة وبعمليّات برّية منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر ما تسبّب بمقتل 29878 فلسطينياً، غالبيتهم العظمى مدنيّون، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين من أن أي هجوم على رفح المكتظة بالسكان، والتي تريد إسرائيل إجلاء المدنيين منها لهزيمة حماس بشكل نهائي، "سيكون بمثابة المسمار الأخير في نعش برنامج مساعداتنا".

وتشكّل مدينة رفح الواقعة على الحدود مع مصر نقطة العبور الوحيدة للمساعدات الإنسانية للقطاع. ويتكدس ما لا يقل 1,4 مليون شخص في المدينة حيث يحتدم القتال منذ حوالى خمسة أشهر بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس.

وقال محمود خضر، وهو من سكان مخيم جباليا في شمال قطاع غزة، لوكالة فرانس برس إن "سكان الشمال كلهم جوعى. لقد وصلنا بنا الأمر إلى أن نأكل علف الحمير والأبقار وغيرها من الحيوانات".

ويواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي ضغوطا شعبية متزايدة بشأن مصير الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة واستؤنفت الاحتجاجات ضد حكومته.

يأتي ذلك فيما يدلي الناخبون الإسرائيليون الثلاثاء بأصواتهم في انتخابات بلدية تأجّلت مرتين بسبب الحرب في غزة بعد أن كانت مقررة في نهاية تشرين الأول/اكتوبر.