العدد 5603
الجمعة 16 فبراير 2024
banner
فرع مصاب بالعجز في بعض الجمعيات الثقافية
الجمعة 16 فبراير 2024

ظاهرة غريبة مهما حاولنا تفسيرها لن نصل إلى أية نتيجة، تتمثل في ابتعاد “بعض” الجمعيات الثقافية عن دعم الإنتاج الأدبي والإبداعي الثقافي للكتاب الموهوبين، والذين من المفترض إعطاؤهم أولوية العناية والتشجيع واحتضانهم بصدر رحب، خصوصا أن بعضهم يقدم مادة ذات قيمة عالية وممتازة تستحق النشر يستفيد منها الباحثون مهما كانوا.
أعرف حالات صادقة في العطاء تريد بدء خطوات جديدة ونفض غبار الإهمال عنها ومساعدتها في دفع نتاجها إلى المطبعة، لكنها تعاني من الصعاب والمشاكل العديدة طالما لا تنال إعجاب وإكبار قادة هذه الجمعيات الثقافية الذين يحاولون طمس مواهب فذة وتقطيع جذورها ومنعها من الحركة والانطلاق، ما جعل تلك المواهب تبحث عن طوق نجاة في هذا المحيط الهائج الذي رميت به. 
دعم الحراك الأدبي والوقوف مع الكتّاب ليس حلية نتحلى بها أو إشارة نزين بها صدورنا، إنما هو سلوك وفعل وتطبيق، بل ونجده في النظام الأساسي لكل تلك الجمعيات الثقافية وهو ميدان اختبارها ومعرفة مدى التزامها برسالتها وأهدافها بصورة أمينة تليق بوزنها وأثرها وتاريخها.
تنظيم الفعاليات الأسبوعية أو الشهرية كالأمسيات والندوات، مجرد فرع من فروع عمل هذه الجمعيات، فهناك فرع آخر مصاب بالعجز والعقم وهو تخصيص ميزانية لطباعة الكتب التي تستحق أن ترى النور في حياتنا الثقافية، والوقوف في موقف النخوة والعطاء وتعبيد الطريق أمام الكتاب والمبدعين، لا أن نتخلى عنهم ولا نكترث بهم، بل ونشكك في نتاجهم حتى تعودوا على هذا الوضع غير الطبيعي والمؤلم البعيد عن الطريق والهدف.
عندما تحمل شعار دعم المواهب الجديدة واحتضانها بما يشكل قوة دفع وتشجيع وإقامة الجسر الفكري المنشود بين الأجيال المختلفة وهي طبيعة الحياة، عليك الالتزام بصدق ووضوح رؤية، لأن الأدب كالنبتة الزكية التي لن يتوفر لها النماء إلا إذا توفرت لها التربة الطيبة.
كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .