العدد 5600
الثلاثاء 13 فبراير 2024
banner
القبيلة الثالثة عشرة
الثلاثاء 13 فبراير 2024

القبيلة الثالثة عشرة عنوان كتاب للمؤلف اليهودي آرثر كوستلر، ينقض فيه المفاهيم الكاذبة التي روجها اليهود عن أنهم أحفاد العبرانيين الذين مروا على بلاد كنعان وأقاموا دويلة لم تعمر طويلاً. يقول المؤلف خلال كتابه الوثيقة: إن اليهود الحاليين هم أحفاد شعب الخزر الذي ينحدر من أصل تركي، كانوا يعيشون في دولة بين البحر الأسود وبحر قزوين (بحر الخزر). وهذه الدولة لعبت دورا تاريخيا في إيقاف الفتوحات العربية أيام الأمويين، ما حال دون العرب وفتح أوروبا الشرقية. كان الخزر عبارة عن قبائل متخلفة أقرب إلى الهمجية، دخلوا في حروب مع الدولة البيزنطية وروسيا واجتاحهم المغول.
وأما سبب اعتناقهم اليهودية فيعود لأسباب سياسية حين رأى ملك الخزر أن بلاده تقع بين فكي قوتين كبيرتين "الإسلام والمسيحية"، وأن اعتناقه إحدى الديانتين يعني ذوبان شعبه في شعوب هاتين الدولتين فيصبح مجرد تابع للخليفة أو الامبراطور البيزنطي، لذلك قرر أن يعتنق اليهودية. وكانت الحرب سجالا بين الخزر والعرب الذين حاولوا الوصول إلى قلب أوروبا، وقاد مروان بن محمد آخر خليفة أموي الحملة العربية الأخيرة ضد الخزر وتمكن من التغلغل في قلب دولتهم، وأعلن ملكهم اعتناق الإسلام لكنه تراجع عن ذلك بعد رحيل الجيش العربي. الشاهد أن دولة الخزر تبددت بعد ذلك اثر حربها مع روسيا واجتياح المغول بقيادة جنكيز خان. حيث تشرد أهلها وتشتتوا في روسيا وبولندا ودول أوروبا الشرقية. وتعد روسيا الموطن الأهم لليهود حيث بلغ عددهم عام 1897 ما يقرب من 6 ملايين نسمة. وخلال فترة الشتات هذه انزوى اليهود داخل "جيتو" يعيشون فيه وحدهم بعد أن يحيطوه بأسوار وبوابات تغلق ليلا. يخلص كوستلر إلى القول إن اليهود الحاليين هم من أصل أوروبي شرقي ومن ثم أصل خزري، وهذا يعني أنهم لم يأتوا من وادي الأردن، إنما من الفولجا، ولم ينحدروا من كنعان، إنما من القوقاز، وهم وراثياً أقرب إلى قبائل الهون منهم إلى ذرية إبراهيم واسحق ويعقوب.
وقدم المؤلف الدليل على عدم وجود أية صلة عرقية بين اليهود الخزر وفلسطين، من خلال رسالة ملك الخزر إلى طبيب يهودي في بلاط الخليفة الأندلسي عبدالرحمن الناصر، يقول له فيها: إن قومه يهود خزاريا ليسوا من أصل سامي، بل إنهم ينحدرون من القبائل التركية القديمة. وخلال الرسالة يؤكد له باعتزاز: لقد وجدنا في السجلات العائلية لآبائنا أن توجرمه كان له عشرة أبناء سابعهم خزر ونحن أولاده.
أثار الكتاب ضجة كبيرة عند صدوره وأغضب أصحاب الفكر الصهيوني، خصوصا أن المؤلف كان مؤيدا للحركة الصهيونية في شبابه. ثم راح يدعو إلى اندماج اليهود في المجتمعات الغربية وفشل في ذلك حتى على المستوى الشخصي، وانضم إلى جمعية بريطانية تطلق على نفسها "من أجل موت كريم" عام 1969 حتى أصبح نائبا لرئيس الجمعية عام 1981 ثم انتحر عام 1983 هو وزوجته بإطلاق النار على نفسيهما في منزلهما بالعاصمة البريطانية لندن.

مدير تحرير "الأهرام".

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية