اتفقن على الخروج ليلا، والتقين في مطعم فخم ليلة الخميس، ثم قررن أن يذهبن الجمعة مع الأطفال إلى مجمع تجاري للترفيه عن الأطفال وتناول العشاء، أما السبت فقد قررت كل واحدة على حدة أن تزور عائلتها لتناول الغداء! ثم ماذا! ثم إن كل ترفيهنا يدور حول تناول الطعام ولا شيء غيره لأنه الأساس في ثقافتنا أو هكذا قررنا أن يكون!
ولا تضخيم في ذلك، بل إنه واقع نعيشه، ففي الأفراح ننظر إلى البوفيه كعامل أساسي لإنجاح العرس وتلقي الإطراء من قبل الضيوف الحاضرين، وفي العزاء ينظرون للوجبات المقدمة للمعزين كنوع من أنواع الصدقة والإكرام عن المتوفي، أما في حفلات التخرج فلا ضرر من وجود أصناف الموالح والحلويات أمام الحضور وفي فترة ما قبل الإعلان عن النتيجة النهائية.
حياتنا ومناسباتنا عبارة عن أكل في أكل، وارجعوا بذاكرتكم تجاه كل مناسبة أو نزهة ذهبتم إليها ستجدون أن كلامي منصف ومحق، فقد ارتبط تناول الغذاء والمشروبات بكل نمط من أنماط الحياة، سواء في الفرح أو الحزن أو الترفيه أو المواساة، ولا أعلم كيف لنا أن نتخلص من تلك الثقافة وإن كانت تلعب دورا أساسيا في حياتنا اليومية، يبدو أن لا مفر منها!.
* كاتبة وأكاديمية بحرينية