العدد 5584
الأحد 28 يناير 2024
banner
ارحمونا يرحمكم الله
الأحد 28 يناير 2024

يهل علينا مقبلا شهر رمضان الكريم بعد أيام تُعد قليلة في حساب الزمن، ومنذ رمضان الماضي إلى الشهر الكريم المقبل علينا مرت سنة كاملة لم نستطع أن نتلمس منها سوى ما يقع ومنذ أربعة أشهر في قطاع غزة، وبين خيبات الأمل الكبيرة لما يحدث من إبادة هناك، وبين متابعة سير أيامنا وحياتنا العادية، نبدأ في التجهيز لشهر رمضان المقبل، وفي أيام مباركة كرجب وشعبان يحبذ أن نتذكر أهالينا وأحبابنا في كل مكان ولو بدعاء صادق من القلب، فقد أثبتت الأحداث أننا غالبا لا نملك سوى الدعاء نحمله بين طيات القلب ونهديه بإيمان صادق ورغبة حقيقية في الاستجابة من المولى عز وجل، وعليه نتوكل وعليه قصد السبيل.
ووسط ذلك كله، بدأ السباق الرمضاني السنوي من جديد وعرض كل ما يحتاجه المنزل والزيارات العائلية وتجمعات النساء ومناسبات الغبقات والقرقيعان وغيرها، وبدأ الكل في عرض بضاعته الباهظة في الثمن والتكاليف، وسط استغراب مني ومن غيري حول الارتفاع المبالغ فيه في الأسعار، فلا الوضع المادي للعموم ولا حتى النفسي للبعض يسمح لهم باقتناء ما بالخاطر، اثر هذه المبالغات! ورغم أنني كنت وما زلت من أكثر الداعمين للمشاريع المنزلية البسيطة و ”التاجرات الصغيرات” وأصحاب المشاريع البسيطة، إلا أنني ومع كل ما يمر به العالم من ركود اقتصادي أرى أننا يجب أن نبحث دوما عن البديل الأفضل لنا وما يتناسب مع قدراتنا المادية. ولا تراجع عن قيمي وإيماني بأصحاب المشاريع إلا أن قليلا دائما خير من كثير منقطع وهو شعار لا تعمل به الأغلبية! فما معنى أن يتم ضرب سعر التكلفة عشر مرات مما عليه وبيعه على المواطن بدعوى أنه مشروع منزلي أو محلي، وأؤكد أن اتجاهات العالم حاليا نحو ما هو محلي وسط مطالبات كثيرة بمقاطعة ما هو مستورد من الغرب في ظل الأزمات العالمية قد يكون فاتحة خير إذا ما تم الرضا بالقليل الدائم الذي لن ينقطع إذا ما تم استثماره بجد وجودة وشغف.

* كاتبة وأكاديمية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .