العدد 5589
الجمعة 02 فبراير 2024
banner
د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
التفاهة لا تصنع إلا تافهين
الجمعة 02 فبراير 2024

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وسهولة الوصول إليها، وقدرة كل من هب ودب على متابعتها والسيطرة عليها والتحكم فيها، ظهرت آفة سلوكية جديدة ما كان لها أن تظهر لولا وجود متحكمين ومديرين لهذه الآفة ألا وهي آفة التفاهة، وهي آفة اجتماعية سلوكية بدأت بالانتشار بشكل خطير جدا في المجتمعات العربية، وبين مختلف شرائح هذه المجتمعات من طلاب وشباب ونساء ورجال، بل وصل خطرها حتى بين الأطفال في البيوت والأسر.
فطلاب المدارس تأثرت سلوكياتهم المجتمعية بسبب تفاهة شخصيات من يسمون بالمؤثرين ومحتواهم التافه الذي يبثونه على منصاتهم، وأصبح الطلاب وبدل أن يكون قدوتهم الأطباء والمهندسون والعلماء والمعلمون والواعظون الاجتماعيون ومعالم الرؤية الوطنية لبلدهم، نراهم مفتونين ومتابعين لهذا المؤثر التافه ومحتواه، وأصبحوا يحرصون على طريقة حركات هذا المؤثر التافه البهلوانية ورقصاته النسائية، وأصبح هؤلاء الطلاب يقلدون هذا المؤثر التافه بكلماته السوقية ويستخدمونها في حياتهم اليومية بين أقرانهم، وبدل أن يكبر لديهم الإبداع والابتكار، تم قتل هذه السلوكيات الحميدة باستسلامهم لسلوكية التفاهة بالحركات واللفظ والتعامل مع الآخرين، وهذا ينطبق أيضا على النساء اللاتي أضفن سلوكية الإغراء في محتواهن الإعلامي، ما شجع الشاذات على تقليدهن واعتناق هذه السلوكيات الشاذة. قلنا سابقا علينا أن نتصدى لهؤلاء التافهين وألا نصفهم أو نطلق عليهم مصطلح مؤثرين، بل “مهرجي السوشال ميديا”، والشباب السوي عليه أن يتصدى لهؤلاء المهرجين، وإن لم نفعل ذلك ونتصدى لهؤلاء التافهين ومهرجي الميديا، فإن تفاهتهم لا تصنع إلا تافهين ينخرون المجتمع ويدمرونه.
كاتب سعودي متخصص في الإعلام السياسي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية